بعدما سقطت كل أقنعة التمثيل وكل المعايير اختلت ماعادت قصيدتى تغزل أكفان الشهداء من نسج الشعر الطاهر ماعادت تتصدى للظلم القاهر ماعادت تكفكف دموع الثكالى أو تعزف ألحان العاشقين ماعادت بلسماً يداوى الأحزان اهتزت فى كل ميزان صارت تتكعبل فوق سطور الشعر ماعادت تصمد فى وجه الريح صارت كهلا ً فوق فراش الموت طريح عجزت أن تهز للفؤاد جدار ماعادت تهدهد أشجان الأوتار تاهت فى بحور الأشعار ماعادت تملك مجداف عجزت أن تلقى لللؤلؤ أصداف أو تعزف للحب رنين قصيدتى تبعثرت كحبات العقد المتناثر صارت تندب حظا ً عاثر صارت كشظايا البلور صارت عاقرا ً ماعادت تحمل فى بطن المعنى أى جنين وكل كلام الصدق اندفن من غير جنازة ٍ أو مغسلٍ أو كفن ماعادت ترانيمها تشعل جذوة الثائرين غربت شمس الحروف من غير شروق وصارت نبضا ً من غير عروق وتوارت خجلا ً خلف ضباب الغش الواضح خلف جدار الكذب الفاضح وصار الضمير ينتحب فاختارت قصيدتى أن تنسحب بعدما أمواج الزيف ماجت ورياح الغدر هاجت وكل كلمات النفاق هلَّت وكل المعانى كلَّت وملَّت وأيام المرؤة ولَّت وما تبقى غير أصوات الأنين فصارت قصيدتى حزناً تحتضر. ***