فوجئ جميع الخبراء النرويجيين بحصول باراك أوباما على جائزة نوبل للسلام لعام 2009، ويرى الكثيرون أن وراء هذا الفوز "ثوربيورن ياجلاند"، رئيس لجنة "نوبل" المنتخب حديثا فى هذا المنصب. وعلقت صحيفة "لوموند" صباح اليوم على خبر فوز باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام فى مقال يعرض رد فعل خبراء النرويج الذين أجمعوا على أن هذا الاختيار يرجع إلى رغبة رئيس اللجنة، والمقرب سياسيا من أوباما، فى التأثير على الساحة الدولية. وأكدت الصحيفة أن الخبراء النرويجيين وصفوا اختيار أوباما بأنه "جرىء" و"متهور"، لأن "لجنة نوبل" وضعت فى معاييز اختيارها للرئيس الأمريكى إعلانه التخلى عن الدرع الصاروخى فى بولندا وجمهورية التشيك، بعد أن كان مصدرا لتوتر العلاقات بين الولاياتالمتحدة وروسبا، بالإضافة لدعوة أوباما للحوار مع العالم الإسلامى، ونهجه الجديد بشأن مسألة التغير المناخى، بالإضافة إلى إعادة توجيه السياسة الخارجية الأميركية، التى تميل اليوم إلى الانفتاح. لكن ما جعل اللجنة تصدر قرارها باختيار أوباما لهذه الجائزة بالفعل، هو اعتماد الأممالمتحدة فى 24 سبتمبر للقرار الرامى إلى تعزيز نزع السلاح النووى فى العالم، وربما يفسر هذا تأخير اتخاذ اللجنة لقرارها. حيث يقول كريستيان بيرج هاربفيكين مدير المعهد الدولى لأبحاث السلام، إن القرار النهائى قد اتخذ يوم الجمعة الماضى 2 أكتوبر، وهو تأخير غير عادى، إذ أنه عادة ما يتم اختيار الفائز قبل الإعلان عن الجائزة بأسبوعين أو ثلاثة!. وقالت الصحيفة إن الموعد النهائى لتقديم الترشيحات هذا العام كان فى الأول من فبراير، ولم يكن قد مر آنذاك على تولى باراك أوباما للرئاسة سوى أحد عشر يوما؛ إلا أن أعضاء لجنة نوبل الخمسة قد حصلوا على الحق فى بضعة أسابيع إضافية لترشيح أسماء أخرى أسماء أخرى، وذلك حتى أول اجتماع لهم فى أواخر شهر فبراير، وفى ذلك الوقت، بحسب الصحيفة، لم يكن أحد يتكهن بما سيفعله باراك أوباما بعد ذلك"، بحسب تأكيد نيلز بوتنشون، مدير المركز النرويجى لحقوق الإنسان فى تقرير اللوموند. وتستمر الصحيفة فى تحليلها مؤكدة أن عملية الترشيح ل "نوبل" تتسم بالسرية التامة وأن أرشيف جوائزها ظل سرية طوال خمسين عاما، ولكن فى حالة الرئيس الأمريكى، فإنه من الواضح أن ترشيحه الذى تم فى أواخر فبرايرلم يدعمه سوى وعود حملته الانتخابية، التى تضمنت تصريحات بشأن نزع السلاح النووى، وملف إيران، والحوار مع المسلمين واستراتيجيتة متعددة الأطراف فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. وفى هذا السياق فإن جائزة هذا العام 2009 تتناقض مع تقاليد جوائز نوبل التى عادة ما تكافأ إنجازات قد تحققت بالفعل، والكلام مازال هنا ل "اللوموند" التى أضافت فى تقريرها أن هذا الاتجاه الجديد لاختيار الفائزين يرجع من الناحية المنطقية إلى العضوين الجديدين فى لجنة نوبل، ومن المنطقى أن يكون أكثرهما تأثيرا هو رئيس اللجنة الجديد، ثوربيورن ياجلاند". ودعمت اللوموند ذلك الرأى بتأكيد الكاتب جان أريلد سنوين بأنه يعتقد أنه من دون "يوجلاند" ما كان أوباما ليفوز ب "نوبل"، فى حين أكد "نيلز بوتنشون" أن "أوجلاند" هو صاحب هذا الاختيار"، قبل أن يضيف "أعرف ياغلاند جيدا ، فهو يبحث عن دور يتيح له التأثير على الساحة الدولية، كما يريد أن يفرض بصمته على لجنة نوبل، وفى رأيى أن عملية اختيار أوباما لهذه الجائزة تجسد حرفيا أسلوب ياغلاند"، وختم ""بوتنشون" كلامها قائلا "إن الرئيس السابق للجنة جائزة نوبل لم يكن أبدا ليرشح أوباما".