أعلنت مصادر رسمية أمريكية وفلسطينية أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى سيتوجه الأسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط فى مهمة سلام جديدة فى المنطقة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكى "فى الأول من يناير، سيتوجه وزير الخارجية جون كيرى إلى القدس للقاء رئيس الوزراء (الإسرائيلى بنيامين) نتانياهو، وإلى رام الله للقاء الرئيس (الفلسطينى محمود) عباس". وأضافت بساكى "خلال هذه اللقاءات، سيتطرق (كيرى) خصوصا إلى المفاوضات الجارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن مسائل الحل النهائى"، موضحة أن هذه الزيارة تستمر "بضعة أيام". وكان مسئول فلسطينى صرح فى وقت سابق بأن وزير الخارجية الأمريكى يعتزم العودة إلى المنطقة فى الرابع من يناير لإجراء محادثات بشأن عملية السلام والمفاوضات مع إسرائيل. وستكون هذه الزيارة العاشرة لكيرى إلى إسرائيل والضفة الغربية منذ مارس، حيث تعود آخر زيارة له إلى المنطقة إلى مطلع ديسمبر. ويمارس كيرى ضغوطا كبيرة سعيا للتوفيق فى المواقف بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتى لا تزال متباعدة جدا، فى محاولة للتوصل إلى "اتفاق إطار" يحدد الخطوط العريضة لحل نهائى بين الجانبين، إذا أمكن قبل انتهاء مهلة الأشهر التسعة المحددة منذ إعادة إطلاق المحادثات نهاية يوليو 2013. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن هذا "اتفاق إطار" هو "بين إعلان مبادئ واتفاقى"، ويتعلق هذا الاتفاق الإطار الذى وصفه عريقات "بالهيكلى"، بنقاط الخلاف الرئيسية بين إسرائيل والفلسطينيين التى يفترض أن تحل قبل توقيع اتفاق سلام نهائى. وعلى الرغم من التفاؤل والحيوية اللذين عبر عنهما كيرى، تواجه المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين صعوبات جدية وتشكيكا بينما تشهد الضفة الغربية وقطاع غزة إعمال عنف. وخلال الزيارة الأخيرة لكيرى إلى رام الله فى الضفة الغربية فى 12 ديسمبر، رفض الرئيس الفلسطينى أى صيغة تسمح ببقاء غير محدود للجيش الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية بعد توقيع اتفاقية للسلام. وذكرت وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية أن الولاياتالمتحدة اقترحت الإبقاء على قوات إسرائيلية على الحدود بين الضفة الغربية والأردن لمدة عشرة أعوام أو 15 عاما بعد توقيع اتفاقية سلام، لتهدئة المخاوف الأمنية لإسرائيل. وخلال اجتماع للجامعة العربية فى 21 ديسمبر، أكد الرئيس عباس أيضا رفضه لأى اتفاق مرحلى أو تمديد المفاوضات التى يفترض أن تنتهى فى 29 ابريل، لتسعة أشهر أخرى. وحذر المفاوضون الفلسطينيون عدة مرات من إنهم لن يتمكنوا من مواصلة المفاوضات مع إسرائيل إذا استمر القتل وهدم البيوت من قبل الجيش الإسرائيلي، والبناء فى المستوطنات بالوتيرة الحالية. وفى الجانب الإسرائيلى، وافقت الحكومة الإسرائيلية التى يرئسها بنيامين نتانياهو ليل السبت الأحد على الإفراج عن 26 أسيرا فلسطينيا معتقلين منذ فترات طويلة، فى إطار المفاوضات الجارية كما أعلن بيان. ويفترض أن يتم إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين المحكومين قبل اتفاقات أوسلو (1993)، فى الساعات ال48 المقبلة، ومبدئيا مساء الاثنين. وفى الوقت نفسه، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلى الجمعة أن الحكومة الإسرائيلية ستعلن عن بناء 1400 وحدة سكنية فى مستوطنات فى الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بالتزامن مع الإفراج عن الأسرى. وقالت الإذاعة إن 600 من هذه الوحدات السكنية ستبنى فى حى رامات شلومو الاستيطانى فى القدسالشرقيةالمحتلة بينما ستبنى الوحدات الأخرى فى مستوطنات القنا وعمانوئيل وآدم وافرات وألفى منشى. وقبل استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية فى 30 يوليو برعاية الولاياتالمتحدة، وافق نتانياهو على إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين تبعا للتقدم فى المفاوضات. وأكد رئيس نادى الأسير الفلسطينى قدورة فارس لوكالة فرانس برس السبت إنه من المتوقع أن يتم الإفراج عن الدفعة المقبلة من المعتقلين الفلسطينيين الاثنين 30 ديسمبر. وأفرج عن الدفعتين السابقتين فى 13 أغسطس و30 أكتوبر، ورافق ذلك الإعلان عن مشاريع بناء فى مستوطنات يهودية.