سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحداث "الشورى" تسيطر على خطب الجمعة.. خطيب "التحرير" يطالب بإلغاء قانون التظاهر.. و"الخازندار" يدعو للتصدى لأعمال الشغب.. و"النور": نريد دستور مصر يليق بمصر.. و"الأوقاف" تحذر من أدعياء العلم
سيطرت أحداث العنف، التى حدثت أمام مجلس الشورى، وقانون التظاهر على خطب الجمعة، اليوم، حيث استنكر الشيخ جمعة محمد على، عضو جبهة أزهريون مع الدولة المدنية، أحداث مجلس الشورى، مطالبا الحكومة بتقديم استقالتها لعدم مشاركتها الشعب فى إصدار القوانين، لافتاً إلى ضرورة إلغاء العمل بقانون التظاهر. كما طالب جمعة خلال خطبة ألقاها فى عدد من المتواجدين فى شارع محمد محمود بميدان التحرير، بإلغاء المحاكمات العسكرية والإفراج الفورى عن معتقلى أحداث الشورى والإعدام لقاتلى الطفلة زينة. كما طالب لجنة الخمسين بإلغاء المادة التى تمنع إحالة أى وزير، أو رئيس للوزراء للمحكمة إذا أدانته النيابة العامة إلا بعد عرضه على مجلس الشعب القادم، وكذلك إلغاء مادة المحاكمات العسكرية. كما شدد خطيب مسجد الخازندار بشبرا، بضرورة التصدى الحاسم لأعمال الشغب، التى تهدف إلى كسر هيبة الدولة والانتقام من المواطنين، وذلك بعد ثورة 30 يونيه التى أسقطت النظام السابق، والذى يدفع بالعودة من جديد رغم كراهية المصريين لهم من خلال أعمال العنف. وطالب الخطيب بالتصدى لفوضى الفتاوى، التى انتشرت هذه الفترة وكانت سببا رئيسيا فى اندلاع أعمال العنف. وفيما يتعلق بالمظاهرات داخل الحرم الجامعى، قال الخطيب: "إن الجامعات وجدت للدراسة فقط وليست لمباشرة الأعمال السياسية". وفى نفس السياق، شهد محيط مسجد الخازندار حالة من الهدوء وانسياب تام فى حركة المرور، فيما تواجد عدد من رجال الشرطة حول الأماكن الحيوية لتأمينها. وفى سياق متصل، أكد عادل المراغى، خطيب مسجد النور، أن مصر صيد ثمين للدول الغربية التى تعمل على نشر الفوضى فيها، مؤكدا أن مصر ليست ملكا لحزب أو مؤسسة، أو شخص بعينه بل هى ملك لجميع المصريين، فيجب على الأمة الإسلامية، أن تدرك أن مصر هى صاحبة التاريخ القديم والحديث والأحدث، وهى كنانة الأرض وحقوق الأخوة تحت مظلة الإسلام وليست مكانا للتخريب والتآمر والفساد. وأصاف المراغى خلال خطبته بمسجد النور بالعباسية، أن مكانة مصر لا تستحق ما يحدث فيها من مظاهرات وعمليات تخريب، مطالبا القائمين على وضع الدستور المصرى بأن يضعوا دستورا يليق بمكانة مصر بعودة المساجد والرجوع إلى كتاب الله وسنته، والبعد عن التناحر والتشرذم، وأن تكون مصلحة مصر فوق الجميع، وعودة الأخوة بين أبناء الشعب المصرى. على الجانب الآخر، أكد كبير الدعاة بوزارة الأوقاف الشيخ صلاح نصار مشرف الدروس العلمية وخطيب الجامع الأزهر السابق، أنه فى الآونة الأخيرة خرجت أفكارا واردة ما كنا نعرفها وروجها البعض، حتى أصبحت فتنة يجب التحذير منها وهى فتنة التكفير. وحذر نصار من أعلى منبر الجامع الأزهر، من التكفير الذى أصبح فتنة عمت الأمة، حيث بدأت فى التاريخ فى عهد الصحابى عثمان بن عفان خرج بها الخوارج يكفرون الصحابة والمسلمين. وأكد أنه لا يجوز تكفير المسلم بأى حال من الأحوال بإجماع المسلمين، حيث لا يجوز إخراجه من الإسلام حتى لو زادت معاصيه، وكثرت بل هو مسلم عاص، قائلا: "من أطلق لفظ التكفير على مسلم إما أن يكون كفر فعلا، أو ترد الكلمة على قائلها فيصبح بها كافر"، مشيرا إلى أن أصحاب فتنة التكفير هم جهلاء أدعياء للعلم يكفرون من يخالفهم، حيث يستحل دماء المجتمع الذى يكفره فدماء المجتمع وماله حلال عند التكفيريين. وأوضح أن الأئمة الكبار، كالشافعى وأبى حنيفة لم يكفروا أحدا بل كانوا يحذرون منه، متسائلا: "إذا كفرنا بعضنا البعض فهو سبب مباشر لتمزيق الأمة وتفريقها وزرع الحقد والبغضاء فى صفوفها، والإسلام يدعو إلى التراحم والمحبة فيما بيننا". وشدد على أن أدعياء وعلماء الفتنة هم السبب لأنهم غير متخصصين، عكس الأزهر رمز الوسطية والفتوى، مطالبا الجميع بالرجوع إلى الأزهريين فى كل الفتاوى بعكس علماء الفتنة الذين لا يعرفون أصول الدين، ولا التأويل والذين يضلون الناس بغير علم، مؤكدا أن فتنة التكفير مزقت الأمة وفرقتها سابقا. فيما قال خطيب مسجد الاستقامة، "إنَّ ديننا الإسلامى وضَّح مفهوم الالتزام والاستقامة على الدين، حتَّى لا يكون الالتزام أجوف، أو تديناً مغشوشاً، فالالتزام مفهوم واسع وشامل". وأوضح خطيب الاستقامة خلال خطبة الجمعة، أن هناك أمورا قد يتهاون بها الملتزمون، مع تعظيمهم لبعض الأخطاء والآثام الظاهرة التى قد لا تصل لدرجة "الكبيرة"، بيد أنَّ هناك تساهلاً فى كبائر مجمع عليها كالغيبة، والكذب، والنميمة، وأكل حقوق الناس، والظلم للعمَّال- والتى قد يتهاون بها بعض الملتزمين، قائلا: "هى كبائر فظيعة وفواحش شنيعة".