الواقع والسينما والجنون فى "غنا المجاذيب"

صدرت عن الدار المصرية اللبنانية الرواية الأولى للكاتبة "منال السيد" والتى تجمل عنوان "غنا المجاذيب".
الرواية تغوص فى عالم جديد على أجواء الرواية المصرية، حيث تختلط عوالم المجاذيب وحكاياتهم ولحظات انفلاتهم مع العالم الواقعى، فلا نعرف فى لحظة محددة من العاقل ومن المجذوب؟ عبر لحظات شجن إنسانى عذب.
حيث تدخل الكاتبة بالرواية فى عالم "هذيان" المجاذيب، والأفعال غير المبررة للبشر العاديين التى تشبه فى حدوثها ما يقوم به المجاذيب، فكان العالم كله يصير فى لحظة مرثية لأعمار كثيرة ضائعة، ومشاعر مهدرة لا تقابل بما تستحق، وعواطف تراق على التراب تحت وقع عام ملىء بالشر وسوء الفهم ، حتى إن الراوية تصير أحد هؤلاء المجاذيب الذين سيغزون الكون كله فى وقت ما.
كل شخصية فى الرواية لها عالم مستقل ملىء بالمفارقات والأحداث، وحتى على مستوى العالم الواقعى تقوم الرواية بعمل ضفيرة بين ما يجرى من أحداث تجرى الآن، حيث تمزج بين الواقع الآنى الذى تحكيه الكاتبة بضمير المخاطب فيما يشبه فن السيرة الذاتية، وواقع آخر متوهم يحضر فى الجسد الروائى على هيئة مشاهد سينمائية وشخصيات آتية من أفلام الأبيض والأسود.
تناولت الكاتبة فى الرواية شخصيات سينمائية مثل "رشدى أباظة وعماد حمدى وتحية كاريوكا، وسامية جمال "حيث تعاملت معهم الكاتبة بأسلوبين الأول، وكأنهم شخصيات حية تعيش بيننا، يطبعون شخصياتهم على الأحداث الجارية الآن ويكونون مؤثرين وفاعلين فيها، أو تستحضرهم الروائية، ليقوموا بدور الخلفية الروائية للمشاهد المعاشة.
منال السيد كاتبة صدر لها من قبل ثلاث مجموعات قصصية هى "الذى فوق" "أحلى البنات تقريبًا" "ودرقة البلاد".