أصغر المتهمين بجريمة مقتل مهندس العمرانية: أنا معرفش حاجة

"أنا معرفش حاجة ومليش علاقة باللى حصل، أنا كنت لسة راجع من الشغل، أصل أنا شغال مع "ستى" ببيع شاى بميدان الجيزة، ولما وصلت للشارع إللى أنا عايش فيه لاقيت ناس كتيرة ملمومة، قدام بيتنا، ولما جريت عشان أشوف فى إيه لاقيت فى راجل غرقان فى دمه، مرمى على الأرض، وفى نفس الوقت لاقيت "كريم" جوز خالتى نازل بسرعة من البيت، وجاب توك توك، ونقل الراجل المصاب للمستشفى، وأنا رحت معاه، وبعدين سبناه فى المستشفى، ورجعنا البيت وأنا كل دا معرفش فى إيه ومين الراجل دا.
وبعدها بيوم "كريم" اتصل على أقارب الراجل المصاب وعرفهم أنه فى المستشفى وبعدين سبنا البيت، بعد كدا، ولما سألت إيه اللى حصل عرفت أن خالتى "منال" كانت جابت الراجل دا عشان يضحكوا عليه، وياخدوا منه فلوسه بحجة أنه يقابل بنت فى البيت، ولما حاولت خالتى وجوزها كريم وستى يصوروه عريان عشان يهددوه الراجل، حاول يهرب من الشباك ورمى نفسه من فوق.
وأضاف "لما سبنا بيت "ستى" واستخبينا فى بيت تانى بالعمرانية جت المباحث وقبضت علينا لآن الراجل اللى نقلناه للمستشفى مات، لكن أنا مليش علاقة بالقصة دى ومكنتش موجود، ولا رحت اشتريت إيصالات أمانة عشان نجبر الراجل اللى مات ولا حاجة، أنا معرفش مين قال كدا لأنى مكنتش موجود فى البيت أصلا، وفى شهود أنى كنت فى ميدان الجيزة ببيع شاى.
جاءت تلك الأقوال على لسان "إسلام" 14 عاما، المتهم مع 5 من أفراد أسرته باستدراج مهندس بحجة ممارسة الرذيلة مع فتاة، ومحاولة تصويره عاريا لابتزازه والاستيلاء على نقوده، بالإضافة إلى إجباره على توقيع إيصالات أمانة على بياض، مما دفع المهندس للتهديد بإلقاء نفسه من النافذة، حتى لا يتم تصويره إلا أنه اختل توازنه وسقط من الطابق الرابع مفارقا الحياة.
ونجح ضباط مباحث العمرانية فى القبض على المتهمين، وتم إحالتهم إلى النيابة التى أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق، ليجدد قاضى المعارضات حبسهم 15 يوما أخرى.
تعود أحداث الجريمة إلى تلقى اللواء محمود فاروق نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بلاغا من مستشفى أم المصريين يفيد بوصول "ى.ع" مهندس جثة هامدة إثر إصابته بكسور متفرقة نتيجة سقوطه من مكان مرتفع.
وعلى الفور تم وضع خطة بحث لكشف غموض الحادث أشرف عليها اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميد مجدى عبد العال مدير المباحث الجنائية، وتوصلت التحريات من خلال أقوال الشهود من سكان الشارع إلى أن المجنى عليه شوهد أثناء دخوله عقار بالشارع، وأن العقار تقيم به أسرة سيئة السمعة، وتبين عدم تواجدهم جميعا بالشقة.
وكشفت تحريات العميد طارق المرجاوى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة والعقيد مدحت فارس مفتش المباحث الجنائية أن إحدى سكان الشقة تدعى "منال.ع" 32 سنة تعمل بالشركة التى يعمل بها المجنى عليه، وأكدت التحريات أنهم متورطون فى ارتكاب الجريمة.
وبجمع المعلومات وإعداد الأكمنة تمكن الرائدان هانى الحسينى ومحمد طارق معاونا مباحث العمرانية من القبض على المتهمة وباقى المتهمين بمنطقتى الجيزة والعمرانية، وهم كل من "كريم.ع.ع" بائع متجول زوج المتهمة و"ووالدتها "فتحية.أ" 53 سنة وابن شقيقة المتهمة الأولى "إسلام.ا" 14 سنة واثنين من أقاربها وهما "هبة.ن" 22 سنة و"عبير.أ" 20 سنة
وبمواجهتهم اعترفوا بالتفاصيل الكاملة لارتكاب الجريمة، حيث أفادوا بأن المتهمة الأولى "منال" تعرفت على المجنى عليه بالشركة التى تعمل بها وطلب منها مساعدته فى التعرف على فتاة لممارسة الجنس معها بسبب خلافاته مع زوجته، وعقب مرور يومين اتصلت عليه المتهمة وأبلغته أنها تمكنت من إحضار الفتاة له بشقتها، وطلبت منه سرعة الحضور وإحضار مبلغ مالى معه حتى يدفع للفتاة.
وأضافوا فى اعترافاتهم أنهم كانوا قد اتفقوا على تهديد المجنى عليه بتصويره عاريا وابتزازه للاستيلاء على ما بحوزته من نقود، وفور وصوله أدخلته المتهمة الأولى لغرفة النوم، بصحبة الفتاة وهى المتهمة "هبة" وقبل أن يشرع فى ممارسة الرذيلة معها اقتحم باقى المتهمين الغرفة واعتدوا عليه بالضرب، وهددوه بفضحه وتصويره عاريا واستولوا منه على مبلغ 400 جنيه، وهاتفه المحمول ثم حاولوا إجباره على توقيع إيصالات أمانة على بياض، مقابل عدم تصويره عاريا، إلا أن الضحية أسرع إلى نافذة الغرفة وهدد بإلقاء نفسه، وقال: "أنا أموت نفسى أحسن ما تصورونى عريان" وعندما حاولوا الإمساك به اختل توازنه وسقط على أحبال الغسيل بالطابق الثالث والثانى والأول حتى سقط بالأرض وحدثت إصابته التى أودت بحياته.