قال تعالى: (إن المتقين فى جنات ونهر، فى مقعد صدق عند مليك مقتدر) سورة القمر 55:54 إن المتقين فى الدنيا هم أهل فضائل منطقهم الصواب، ومشيهم التواضع، وملبسهم الاقتصاد، خضعوا لله بالطاعة، وغضوا أبصاهم عن كل المعاصى والمحرمات التى حرمها الله عليهم، يستمعون لأهل العلم ويستجيبون لهم ويتعلمون منهم العلم ويعلمونه لغيرهم، فهم يعلمون قدر العلماء عند ربهم، قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وما أكثر علمائنا الشرفاء من تعلموا بالأزهر الشريف، وعلموا غيرهم من جميع البلاد العربية التى جاءت تتعلم وتنهل منهم الدين الصحيح والإسلام الحق، والأتقياء يخشون ربهم ويحرصون على ألا يغضب عليهم وألا يقعوا فى الحرمات التى حرمها الله ولا يقتلوا النفس التى حرم الله قتلها ولا يسرقون ولا يزنون ولا يرتكبون المعاصى ما ظهر منها وما بطن ولا يحرضون عليها، ولا يتبعون خطوات الشياطين. هذا ويحبون الله ويخافون غضبه وعذابه، فإن عذابه لشديد، وإنه لواقع يوم يقول الله لجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد.. فهى نار أعدت للكافرين وقودها الناس والحجارة، ولذلك يحرصون على ألا يغضب الله عليهم ولو للحظة واحدة.. ومن صفاتهم أيضا أنهم يصبرون فى البأساء والضراء وحين البأس ويحمدون الله كثيرا ويشكرونه كل وقت وهم أيضا أولياء الله الصالحين الذين قال الله تعالى فيهم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون). ولهذا كان للمتقين هذه المكانة العظيمة التى وعدها الله لهم وأن يكونوا بجواره فى مقعد صدق عند مليك مقتدر، ويعطيهم الله ما يريدون وما يتمنون وتجرى من تحتهم الأنهار، هم فيها خالدون، اللهم اجعلنا جميعا منهم فإنك أنت السميع العليم.