يقول المولي عز وجل في محكم آياته يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون183 البقرة, فالصيام هو باب التقوي وجماع أعمال البر الذي هو من أهم نتائج صدق اللسان والنية والإرادة والعزم والوفاء بالعزم والصدق في الأعمال, ويقول جلت قدرته في وصف المتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين134 آل عمران, ويقول رسول الله( صلي الله عليه وسلم) من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه, والصيام الذي يؤديه المسلم إيمانا واحتسابا يعد من أهم مايزكي النفوس ويطهرها وينقيها من الرذيلة ويضفي عليها الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة, ويقوي في الانسان العزيمة والصبر علي الشدائد والمحن والذي يقول فيه تبارك وتعالي وبشر الصابرين, الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون, أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون155 157 البقرة. إننا ندعو الآباء والأمهات أن يدربوا أبناءهم علي الصيام في سن صغيرة ويعلموهم آدابه وفوائده الجمة في الدنيا والآخرة, حتي يشبوا علي حبه والانتظام في أدائه بما أمرنا به الله ورسوله, وفي هذا مكسب كبير للأبناء, فالصيام إذا أداه الصائم إيمانا واحتسابا فإن جزاءه ثواب في الدنيا وحسن ثواب الآخرة, والتقوي التي تعود علي الشاب من الصيام سوف تدفعه الي التفوق في دراسته وعمله, وتحثه علي حسن معاملة الناس وحبهم, وبذل أقصي جهد في سبيل بناء وطنه وإعلاء كلمة الحق والتمسك بالفضيلة واجتناب الرذيلة, والصيام النابع من الإيمان بالله سوف يكسب الصائم حسنات كثيرة بالاضافة الي حسنات أخري جزاء علي صلاته وزكاته وأعمال الخير الذي يؤديها بصدق وحب وعزم وإرادة قوية. والمكاسب التي تعود علي المسلم من الصيام الذي يعيشه قلبا وقالبا ويزكيه بذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وقراءة القرآن والاقبال علي أعمال الخير, وكلها من أساسيات التقوي, مكاسب عديدة أوجزها علي النحو التالي: ثواب الآخرة الذي بشر به المولي عز وجل المتقين بقوله: إن المتقين في جنات ونهر, في مقعد صدق عند مليك مقتدر55,54 القمر. ومن أساسيات بناء الأوطان وتقدمها ورقيها تقوية العزيمة والصبر علي المحن والشدائد, كما أن تقوية عزيمة الطفل والشاب تعد من أهم إجراءات الوقاية من التدخين والمخدرات, كما تعتبر العزيمة القوية والصبر أساس التغلب علي المشكلات والانطلاق نحو البناء والتقدم. ويحسن الصيام من أداء القلب وأجهزة التنفس والهضم والمناعة وغيرها ويشعر الصائم بأنه قريب من الله كما أنه يساعد في زيادة إفراز الهرمونات النافعة, مثل الاندورفين, التي تقلل من الشعور بالاعياء وتحسن الأداء البدني. ويؤدي الصيام والخشوع في الصلاة الي الصفاء الذهني والراحة النفسية وحدوث تغيرات ايجابية في وظائف المخ, مثل اكتساب المعرفة والتعليم والتذكر. ويساعد الإيمان بالله والصوم وسائر العبادات في مقاومة الفيروسات, حيث يترتب علي ممارسة العبادات نقص في المواد الضارة التي تتلف خلايا المناعة. د. عز الدين الدنشاري