انتقدت اليوم صحيفة ديلى تايمز الباكستانية المحلية، بشدة، قرار السلطات الباكستانية بطرد ديكلان ولش مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى باكستان، دون إمهاله سوى 24 ساعة لمغادرة البلاد. وقالت الصحيفة، فى مقال افتتاحى، إن هذا الطرد المفاجئ لم يكن صدمة للمجتمع الصحفى فى باكستان فحسب، بل إنه جلب أيضاً الكثير من الانتقادات لهذا البلد على الصعيد الدولى. ورأت الصحيفة أن هذا الطرد يعيد إلى الأذهان ذكريات أليمة عندما كانت الصحف تتعرض ل"تسويدها"، وكان التليفزيون الرسمى هو المصدر الوحيد للأخبار، وكان الصحفيون يتعرضون للعقاب بسبب قولهم الحقيقة. وأضافت أن التلميح بقيام ولش ب"أنشطة غير مرغوب فيها" تنبعث من رائحة تدخل وكالات أمنية فى مجال حكومى بحت، كما أن التصرف الغامض لوزير الداخلية بطرد ولش بهذه الطريقة الفظة، والذى جاء أيضاً عشية انتخابات 11 مايو التاريخية يثير الكثير من علامات الاستفهام التى تحتاج إلى إجابات شافية. وقالت الصحيفة، إن صحفيا له مكانة ولش، الذى كان يعمل سابقا لصحيفة الجارديان البريطانية ثم لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وهما من الصحف الأكثر شهرة واحتراماً على مستوى العالم، كان يستوجب معاملته بطريقة كريمة تتناسب مع باكستان التى تبذل قصارى جهدها لتقديم نفسها فى صورة متحضرة إلى العالم عبر وسائل الإعلام العالمية المعتمدة هنا. وقالت إن وزير الإعلام المؤقت، عارف نظامى، وهو صحفى شخصيا، مازال يلتزم الصمت بشأن ما حدث، وهو أمر فى حد ذاته يثير علامة استفهام كبيرة حول حرية الصحافة فى باكستان فى وقت يزداد فيه اتجاه هذا البلد نحو عدم التسامح. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد ذكرت مؤخراً أن السلطات الباكستانية طردت مدير مكتبها بسبب "أنشطة غير مرغوب فيها" عشية الانتخابات، وتم تسليم أمر الطرد الذى احتوى على جملتين فقط، إلى ديكلان ولش، وهو مواطن بريطانى عمره 39 عاما. وقالت الصحيفة، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية، إن الأمر الصادر من وزارة الداخلية جاء فيه "للإحاطة تم إلغاء تأشيرتك بموجب هذه الوثيقة فى ضوء أنشطتك غير المرغوب فيها". وأشارت إلى أن "الوزارة لم تحدد الأنشطة التى استدعت هذا الأمر".