أدلي الناخبون الباكستانيون بأصواتهم في انتخابات برلمانية حاسمة وغير مسبوقة تشكل انتقالا ديمقراطيا تاريخيا وسط توقعات بفوز نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية بعد14 عاما من اسقاط حكومته في انقلاب عسكري وبتحقيق عمران خان لاعب الكريكيت السابق لمفاجأة. جاء ذلك في الوقت الذي شهدت فيه عملية التصويت أعمال عنف دامية أسفرت عن مقتل وإصابة85 شخصا حتي الآن,في حين منعت حركة طالبان باكستان النساء من التصويت في إقليم بيشاور. ووسط توقعات رسمية بأن تصل نسبة المشاركة إلي60%, فتح نحو70 ألف مركز اقتراع أبوابه في جميع أنحاء البلاد حيث من المتوقع أن يشارك أكثر من86 مليون باكستاني في اختيار نوابهم ال342 في الجمعية الوطنية وممثليهم في المجالس الإقليمية الأربعة, وبعد ذلك يكلف الحزب الذي يتصدر النتائج الوطنية تشكيل الحكومة علي أساس ائتلاف يحظي بالأغلبية إذا ما اقتضي الأمر. ويتنافس4659 مرشحا علي272 مقعدا مطروحا للمنافسة العامة في الجمعية الوطنية وأكثر من عشرة آلاف وتسعمائة مرشح يتنافسون علي المقاعد العامة لجمعيات الأقاليم.وهناك296 مقعدا مطروحا للمنافسة العامة بجمعية البنجاب بعد أن الغيت العملية الانتخابية في إحدي الدوائر بسبب وفاة أحد المرشحين.كما ستجري الانتخابات علي99 من المقاعد العامة في الجمعية الإقليمية في خيبر بختون خوا. وتجري الانتخابات علي129 من المقاعد العامة في جمعية السند بعد إلغاء الانتخابات في إحدي الدوائر بسبب وفاة أحد المرشحين. وتجري الانتخابات علي50 من المقاعد العامة في جمعية بلوشستان. وأدلي قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق برويز كياني بصوته في راولبندي. ومارس رئيس المحكمة الباكستانية العليا افتخار محمد شودري حقه الانتخابي في كويتا, عاصمة اقليم بلوشستان. وصرح كبير القضاة لمندوبي وسائل الإعلام لدي خروجه من اللجنة الانتخابية بأن إجراء هذه الانتخابات هو دليل علي سيادة الدستور في البلاد, مطالبا المواطنين بأن يخرجوا من منازلهم ويدلوا بأصواتهم من أجل رخاء وازدهار بلدهم. وتعتبر هذه الانتخابات تاريخية لأنها ستتيح لحكومة مدنية انتهت ولايتها تسليم الحكم إلي حكومة أخري. وهي المرة الأولي التي تتمكن فيها حكومة مدنية من إكمال ولايتها المحددة بخمس سنوات في هذا البلد الذي نال استقلاله في1947 ويبقي تاريخه مطبوعا بالانقلابات العسكرية. وبعد فوز الأحزاب التقدمية والعلمانية عام2008, يراهن معظم المراقبين علي فوز الرابطة الإسلامية التي يتزعمها شريف الذي تسلم رئاسة الوزراء مرتين في التسعينيات. غير أن التكهنات تدور حول النتيجة التي ستحرزها حركة الإنصاف بزعامة نجم رياضة الكريكت السابق عمران خان. كما أن عمران خان الذي أثار المفاجأة واستقطب الأضواء في الحملة الانتخابية, يحظي بموجة تعاطف كبري بعدما سقط عن ارتفاع عدة أمتار في حادث أثناء مهرجان انتخابي وكسر عدد من فقراته منذ أيام كما يري الناخبون أن عمران شاب ومفعم بالحيوية ويريد تغيير الأمور باستئصال الفساد. ومن المنتظر أن تصدر النتائج الأولية خلال ساعات حيث تستعد الأحزاب بعدها لبدء المفاوضات والمساومات السياسية التي قد تستمر عدة أسابيع. ووسط تهديدات طالبان بإفساد الانتخابات, تم نشر تعزيزات أمنية مكثفة بلغت أكثر من600 ألف عنصر أمني لحماية مكاتب التصويت وسط التهديدات المتواصلة التي تواجهها العملية الانتخابية. لكن بعد ساعات علي بدء عمليات التصويت قتل12 شخصا علي الأقل وأصيب69 آخرون في إقليميكراتشي بجنوب باكستان وبيشاور شمال غرب باكستان في هجومين استخدمت فيهما القنابل. وفي كراتشي, لقي12 شخصا علي الأقل حتفهم وأصيب50 آخرون في انفجارين متعاقبين وقعا بمنطقتين مختلفتين في مدينة كراتشي جنوبي باكستان. وذكرت قناة دون المحلية أن الانفجار الأول وقع في منطقة قائد آبادبالقرب من مركز اقتراع واستهدف مرشحا لحزب عوامي الوطني أثناء استقلاله لسيارته. وقالت الشرطة إن المرشح أمان الله محسود لم يصب بسوء وقالت الشرطة إن أحد حراسه الشخصيين قتل في الهجوم. وتسبب الانفجار في تحطيم النوافذ الزجاجية لعدة مبان وتدمير8 محال تجارية. كما وردت أنباء عن وقوع انفجار ثان بمنطقة أخري في المدينة لم تتأكد بعد تفاصيله. وفي بلوشستان, لقي4 مصرعهم في تبادل لإطلاق النار بين مويدي اثنين من المرشحين. وفي بيشاور, أصيب ثمانية أشخاص علي الأقل في انفجار قنبلة. وتسببت الانفجارات في حدوث تدافع وتعطيل عملية الاقتراع التي بدأت في الثامنة صباحا بتوقيت باكستان. وفي وزيرستان, ذكر شهود عيان أنه تم منع النساء من الإدلاء بأصواتهن في الانتخابات, وقام شيوخ القبائل بتحذير النساء عبر استخدام مكبرات الصوت في المساجد من الخروج للإدلاء بأصواتهن. وفي هذه الأثناء, أغلقت باكستان حدودها مع إيران عند معبر تافتان بإقليم بلوشستان لمدة3 أيام. كما أغلق المعبران الرئيسيان للحدود مع أفغانستان وهما شامان وطورخم. وفي تطور أخر, طردت باكستان مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بسبب أنشطة غير مرغوب فيها, علي حد تعبير السلطات الباكستانية. وقد تم تسليم أمر الطرد, الذي احتوي علي جملتين فقط, إلي ديكلان والش, وهو مواطن بريطاني أمس الأول. وكتبت جيل أبرامسون رئيسة التحرير التنفيذية للصحيفة في رسالة إلي وزير الداخلية حبيب مالك خان قائلة اتهامك ب أنشطة غير مرغوب فيها غامضة ولا أساس لها. وقالت الصحيفة في مقالة افتتاحية إن إسكات الصحفيين سيحرم الشعب من الشفافية حول العملية الانتخابية والعنف خلال الحملة.