"من السهل جداً تغيير خلطة اللانشون وأنواع أخرى من مصنعات اللحوم وإعدادها بمصانع "بير السلم" دون أدنى رقابة من الجهات المسئولة"، هذا ما قاله الدكتور حسين قاعود، رئيس قسم صحة الحيوان السابق بجامعة القاهرة، مؤكداً إمكانية تعديل خلطة صناعة ذلك المنتج من خلال زيادة نسبة الدقيق والنشا مع تقليل نسب البروتين الحيوانى وهو ما يحدث فى كبرى الشركات ويحقق أرباحا طائلة للمنتجين. ويكشف الدكتور حسين عن استخدام مسحوق "النيتريت" فى صناعة اللانشون، والذى ثبت بشكل قاطع تسببه فى الإصابة ببعض السرطانات مثل سرطان القولون نتيجة اختزال المسحوق فى الأمعاء، لافتاً إلى إمكانية انتقال الأمراض الحيوانية للإنسان نتيجة إصابة اللحوم بها. كما كشفت العديد من الدراسات عن احتواء اللانشون على نسب عالية من السعرات الحرارية والدهون، مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية فى الإصابة بأمراض السمنة، بالإضافة إلى أملاح النترات التى تزيد فرص الإصابة بداء السكرى، كما يحتوى على نسب عالية من الكوليسترول والتى تؤدى إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. واعتبرت الدكتورة شيماء عبد العليم، الباحثة بمركز بحوث صحة الحيوان، أن اللانشون وغيره من اللحوم المصنعة من أخطر الأطعمة التى قد يتناولها الإنسان، وذلك لاحتواء هذه المصنعات على مادة "النيتريت" والتى تستخدم فى إكساب هذه المنتجات اللون الوردى. وتشير إلى أنه عند هضم هذه المواد يرتبط "النيتريت" مع بعض البروتينات الموجودة فى الجسم مكونة ما يسمى "النيتروزمين"، والذى يسبب خطرا حقيقيا على الصحة، مرجعة ذلك إلى أنها من المواد التى يثار حولها جدلا عن كونها مادة "مسرطنة"، خاصة أن مادة "النيتريت" قادرة على دخول مجرى الدم وتغيير طبيعة هيموجلوبين الدم المسئول عن نقل الأكسجين داخل الجسم، وهو ما يتسبب فى الإصابة بصعوبة التنفس والدوار. وتضيف الباحثة أن تناول المصنعات يتسبب فى عدد من الأمراض الأخرى مثل أمراض التسمم الغذائى التى يتسبب فيها نتيجة وجود نوع من البكتيريا التى تتسبب فى ظهور أعراض مثل الإسهال والمغص والقىء والصداع، كما أن اللانشون مثلا يحتوى على كميات كبيرة من الصوديوم قد تسبب مشكلات عديدة لمرضى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. ووفقا للدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن 75% من الأمراض الجديدة التى أصابت البشر فى العشر السنوات الأخيرة ثبت أن مسبباتها المرضية تنتقل من الحيوان أو من منتجاته، وأن 80% على الأقل من مسببات الأمراض الحيوانية تعتبر عناصر "إرهاب بيولوجي" لخطورتها على الصحة العامة.
