حمدين ومحاكمة السيسي!!

أرجو أن تنتهي سريعًا الضجة الصحفية التي أثيرت بمناسبة تصريحات المرشح الرئاسي حمدين صباحي الخاصة بنيته محاكمة المشير عبد الفتاح السيسي إذا ما فاز في الانتخابات وصار رئيسًا للجمهورية.. وأتمنى ألا تطول هذه الضجة الصحفية كثيرًا لتشغلنا عما هو أهم أو الأجدر باهتمامنا حاليًا في ظل الحرب الضارية التي نخوضها الآن ضد إرهاب أسود ترعاه جماعة الإخوان التي تتحالف مع جماعات إرهابية عديدة على رأسها أخطر تنظيم إرهابي وهو تنظيم القاعدة.
أعرف أن حمدين يكظم غيظًا تجاه المشير عبد الفتاح السيسي منذ أن تعالت الأصوات تطالبه بالترشح لانتخابات الرئاسة، وأعرف أيضًا أن حمدين أحيانًا يفلت منه ما يشي بهذا الغيظ.. وأدرك أن حمدين يعي بصعوبة المعركة الانتخابية التي يخوضها ولذلك هو يجاري كل المجموعات المختلفة ليضمن أن يحظى بأصوات أعضائها في هذه الانتخابات.
ولكنني مع ذلك كله أرجو أن يتم التجاوز عن ذلك كله كما فعلت الحملة الانتخابية للمشير السيسي ونسيان هذه التصريحات المنسوبة لحمدين حول محاكمة السيسي.. وأسبابي هنا عديدة أهمها.. أولًا لأن احتمال فوز حمدين ليس مرجحًا وأظن أنه هو شخصيًا يدرك ذلك في قرارة نفسه رغم أنه يتحدث وكأن الفوز في متناول يده ولعل هذا يفسر لماذا بدأ يتحدث حمدين عن أنه سوف يشكل معارضة قوية مستقبلًا.
وثانيًا إن المجموعة التي سعى حمدين لكسب أصوات أعضائها ليست ذات وزن انتخابي ذا بال، وبالتالي إنكار حمدين لتصريحاته في لقائه بهم حول محاكمة السيسي لن يخصم كثيرًا من النتيجة التي سوف يحققها، وذات الأمر ينطبق على احتمال حصوله على أصوات أعضاء هذه المجموعة.
وثالثا إن من بين التصريحات المذاعة والمنشورة لحمدين في هذا اللقاء ما هو أهم وأخطر من موضوع محاكمة السيسي، وخاصة حديثه عن مواجهة الإخوان وتحديدًا ما يتعلق بما أسماه «قتل وسجن الإخوان» الذي سوف يوقفه إذا ما صار رئيسًا للجمهورية.. أي قتل أساسًا يتم للإخوان إلا بعد ذلك انسجامًا مع ما يروجه قادة الإخوان؟.. ثم هل سينقض حمدين على السلطة القضائية ويتدخل في شئونها.. أقول ذلك لأن حمدين وهو غير رئيس قد يردد ذلك مستقبلا.