كان لي صديق فيلسوف.. بأحوال الحكماء شغوف.. دائمًا ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف.. وكان لي معه لقاء يومي.. لأسمع منه بقلب لوذعي.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما تحصل القليوبية على المركز الأول في تجارة المخدرات؟! قال: ساعتها يابنيتي لابد وأن نقدر دورها الرائد -الآن- في حماية الشعب من الاكتئاب! قلت: وماذا يافيلسوف عندما يقوم الشيخ حسين يعقوب بطرد خطيب مسجد بالمنيا ليخطب مكانه؟! قال: ساعتها ياصغيرتي يجب أن نعلم أنه لابد وأن يكون فضيلته قد خطب في الناس حول سماحة الإسلام! قلت: وماذا يافيلسوف عندما يصبح السلفيون طرفا غير مرغوب فيه من طرفي الصراع؟! قال: ساعتها يافتاتي يجب أن تعلمي أن لقب إرهابيين ينتظرهم من ناحية طرف ولقب خونة ينتظرهم من الطرف الآخر! ضاحكة قلت: لكن قل لي يا فيلسوف: ماذا لو............؟. وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتي.. أنت أسئلتك تطول.. وأنا الليلة مشغول.. فأرجوك أن تدعيني اليوم.. وغدًا لنا في الأمور أمور!