كان لى صديق فيلسوف، بأحوال الوطن شغوف، دائمًا ما ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع.. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما تجرى الانتخابات الإيرانية بهذه الشفافية ودون عنف ؟!.. قال: ساعتها يابنيتى لابد أن ندرك الفارق بين الملالى ومن ليس لديهم ملة !!.. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يعلن المسئولون أن هناك 200 ألف شرطى لحماية المتظاهرين ؟!.. قال: ساعتها ياصغيرتى لابد أن نخطط لهم طريقة آمنة لانسحاب أمنى هادئ !!.. قلت: وماذا يافيلسوف عندما يهدد محمد مرسى ثوار يونيو بمواجهتهم بحسم ؟!.. قال: ساعتها يجب أن نقول له: عد إلى صوابك قبل أن تعود إلى زنزانتك !!.. ضاحكة قلت: لكن قل لى يا فيلسوف هل....؟.. وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته، وقال: أي بنيَّتى، أنتِ أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكِ أن تدعينى اليوم، وغدًا لنا في الأمور أمور.