كان لى صديق فيلسوف، بأحوال الوطن شغوف، دائمًا ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع.. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف.. عندما يرى العالم كله حمادة صابر يسحل على الهواء مباشرة وينفى ذلك وزير الداخلية؟!.. قال: ساعتها يا بنيتى لا بد أن نتذكر أن الذين اختشوا ماتوا!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يكذب نظام بأكمله حول واقعة سحل حمادة؟!.. قال: ساعتها يا صغيرتى يجب أن ندرك أن المثل الأعلى للكذابين فى مصر هو رئيس الدولة!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يقول هشام قنديل: إن متظاهرى الاتحادية والتحرير فئة ضالة؟!.. قال: ساعتها يجب أن نسأله: من أنتم!!.. قلت ضاحكة: لكن قل لى يا فيلسوف.. هل... وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته، وقال: أى بنيتى، أنت أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكى أن تدعينى اليوم، وغدًا لنا فى الأمور أمور.