كان لى صديق فيلسوف، بأحوال الوطن شغوف، دائمًا ما ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما يقول الفريق السيسى إن الجيش لا يقامر على الوطن ولا ينحاز لفصيل دون آخر ؟!.. قال: ساعتها يا بنيتى نقول لسيادته إن هناك أوقاتا يصبح فيها السكوت من ذهب !!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما تقدم الحكومة مشروع قانون لزيادة أعضاء البرلمان إلى 600 عضو ؟!.. قال: ساعتها يا صغيرتى يجب أن ندرك أن هذا آخر حلم لحكومة إخوانية !!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما تقول النيابة في قضية وادى النطرون: إن أدعياء الإسلام سفكوا الدم لتولى السلطة ؟!.. قال: ساعتها يا بنيتى يجب أن ندرك أنها بلا شك لا تقصد الإخوان !!.. ضاحكة قلت: لكن قل لى يا فيلسوف: هل....؟.. وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته، وقال: أي بنيَّتى، أنتِ أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكِ أن تدعينى اليوم، وغدًا لنا في الأمور أمور.