كان لى صديق فيلسوف، بأحوال الوطن شغوف، دائما ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما يوجه الإخوان الشكر لوزير الداخلية عقب مقتل 32 مواطنا ببورسعيد؟! قال: ساعتها يا بنيتى لا بد أن تدركى أن "عدو ناصح خير من صديق جاهل".. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما تصف جماعة مرسى مقاطعة جبهة الإنقاذ للانتخابات بأنها عدم قدرة على المعركة؟.. قال: ساعتها يا صغيرتى يجب أن نعرف أن معارك الإخوان فى بور سعيد خير مثال!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما تعلن جبهة الإنقاذ عن مليونية للمطالبة بانتخابات رئاسية جديدة؟.. قال: ساعتها يجب أن نذكرهم أنه بعد تزايد عدد القتلى فمن المنطق أن نجعلها ألفية وليس مليونية!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما ينزل الجيش إلى الشوارع؟!.. قال: ساعتها يا صغيرتى لا بد أن نراجع تصريحات السفير الألمانى بالقاهرة: نزول الجيش يعنى فقدان الرئيس لشرعيته!!.. قلت: لكن قل لى يا فيلسوف.. هل... وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته، وقال: أى بنيتى، أنت أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكى أن تدعينى اليوم، وغدا لنا فى الأمور أمور...