كان لى صديق فيلسوف بأحوال الوطن شغوف، دائمًا ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى .. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما يصل سعر الدولار فى السوق السوداء إلى 730 قرشًا؟! .. قال: ساعتها يابنيتى لابد أن نتذكر ما قاله الريس مرسى: "إن الذين يتحدثون عن إفلاس مصر هم المفلسون" .. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما تجمع الدولة 453 مليون جنيه ضرائب من الخمور والقمار؟! .. قال: ساعتها ياصغيرتى يجب أن تعلمى أن هذه الضرائب إنما تم جمعها بطريقة تتوافق مع شريعة الإخوان المسلمين !! .. قلت : وماذا يافيلسوف عندما تتصالح حكومة الإخوان مع رجال مبارك وتخاصم بفجور المعارضة الوطنية ؟! .. قال : ساعتها لابد أن نتذكر النداء الخالد للدكتور مرسى " ثوار أشرار .. حمار وجاموسة عشار!!" .. قلت : وماذا يافيلسوفى عندما يقول رئيس الوزراء يابخت الغلابة برغيف العيش المدعوم ؟!.. قال : ساعتها يابنيتى يجب أن يرد عليه الغلابة بالمثل الشعبى "يتعلموا الغشامة فى رءوس اليتامى" !! .. قلت: قل لى يا فيلسوف.. هل... وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته وقال: أى بنيتى، أنت أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكى أن تدعينى اليوم، وغدًا لنا فى الأمور أمور!!..