كان لى صديق فيلسوف، بأحوال الوطن شغوف، دائما ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع. قلت له يوما: ماذا يا فيلسوف عندما تعلق لافتة على مبنى مجلس محلى الإسكندرية تقول "الإسكندرية مدينة محررة " ؟! .. قال: ساعتها يابنيتى لابد أن يسعى مرسى بسرعة لإفاد سفارة لنا هناك !! .. قلت : وماذا يا فيلسوف عندما يقوم الجيش بتأمين قناة السويس ؟! .. قال : ساعتها يجب علينا أن نذكره أن دم أى مواطن مصرى أقدس من كل قناة حتى لو كانت سى بى سى !! .. ضاحكة قلت : وماذا يا فيلسوف عندما يشتعل الشارع ويخرج علينا مرسى ب"تويتة" على الإنترنت ؟! .. قال: لابد ساعتها أن نردد: " يا مثبت العقل فى الدماغ يارب" !! .. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يصل عدد الشهداء فى السويس إلى 9 وبورسعيد 32 شهيدا والإسماعيلية شهيد ؟! .. قال: ساعتها ياصغيرتى يجب أن نتساءل: لماذا يفعلون ذلك فى مدن الصمود ؟! .. قلت: لكن قل لى يا فيلسوف.. هل... وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته، وقال: أى بنيتى، أنت أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكى أن تدعينى اليوم، وغدا لنا فى الأمور أمور...