يؤكد الأدب العربي مكانته في المشهد الثقافي العالمي وسط اهتمام لافت في الصحافة الثقافية الغربية برواية جديدة للبناني راوي الحاج عن سائق تاكسي، وحكاياته بعد حفاوة مستحقة لنقاد ثقافيين غربيين "بتاكسي :حواديت المشاوير" للكاتب المصري خالد الخميسي. ومع أن "تاكسي: حواديت المشاوير" يوصف عادة "بالكتاب" بعيدا عن صفة الرواية باعتباره يضم قصصا واقعية مختلفة منها ماهو مآساوي ومنها ماهو طريف فمن الذي قال ان الواقع يتناقض مع الرواية مادام هذا الواقع قد جرى تناوله بمنظور إبداعي للكاتب. ولعل الأقرب للانصاف والدقة القول إن "تاكسي" خالد الخميسي يقدم نوعا جديدا غير مألوف في الرواية العربية وهو ماتبدى بالفعل في كتابات نقاد بالصحافة الثقافية الغربية على نحو مايتبدى الآن مع رواية "كرنفال" للكاتب اللبناني راوي الحاج. فكلاهما استحق اشادة نقاد ثقافيين غربيين في صحف من وزن الجارديان والاوبزرفر واللافت أيضا أن العملين وأولهما كتب أصلا بالعربية والثاني كتب بالانجليزية ترجما للغات عديدة كشهادة دالة على التفوق الابداعي للمصري خالد الخميسي واللبناني راوي الحاج . والمثير للاهتمام أن راوي الحاج صاحب "كرنفال" كرواية تتحدث عن سائق تاكسي في مدينة امريكية لاتينية كان يعمل بالفعل كسائق تاكسي في كندا قبل ان يبزغ نجمه ككاتب روائي وقاص ويتفرغ للكتابة. وإذا كان المصري خالد الخميسي صاحب السبق الابداعي في حواديت التاكسي قد اختار وطنه والقاهرة مسرحا لكتابه فهنا في امريكا اللاتينية حواديت تاكسي في بلاد الموسيقى والرقص والألوان المبهجة والمهمشين والثورة ايضا مع ان صاحب الحواديت وهو اللبناني راوي الحاج يعيش في مدينة مونتريال بكندا.