منذ بدايات السينما في العالم، أخذ روادها على أنفسهم عهدا وعقدا غير مكتوب، بأن تعبر الأفلام عن الناس.. مشاكلهم ومعاناتهم وشواغلهم وتطلعاتهم وأحلامهم وطموحاتهم وكل شيء يهمهم، باختصار تكون مرآة للناس وللمجتمع، تفكر في وضع حلول لمشاكل هذا المجتمع قدر الإمكان دون أن تكون ملزمة بإيجاد هذه الحلول.. فهي تطرح المشكلة والقضية التي تشغل الناس وتفجرها في المقام الأول بكل شفافية وموضوعية بطريقة سينمائية مشوقة وجذابة، مستخدمة كافة عناصرها وإمكاناتها الفنية والتقنية وخيالها أيضًا. سينما ونجوم حقيقيون وقد نجحت السينما العالمية ومازالت بدرجة كبيرة في لعب هذا الدور الحيوي في حياة الناس على مدار تاريخها، وكذلك السينما المصرية لم تكن ببعيدة عن هذا التوجه، فصنعت عشرات الأفلام المهمة في عصورها الذهبية، أثرت من خلالها في الناس بقوة وشكلت وجدانهم، وانتصرت لهم وعبرت عنهم أيما تعبير، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا..
بداية من أفلام علي الكسار على بساطتها وسذاجتها، ونجيب الريحاني ثم يوسف وهبي وحسين صدقي وفريد شوقي وشكري سرحان وفاتن حمامة وماجدة وشادية ومديحة يسري وسعاد حسني وغيرهم، حتى أخر الأجيال الفنية الحقيقية، جيل نور الشريف وعادل إمام ومحمود ياسين وأحمد زكي ونبيلة عبيد فيسرا وليلى علوي وإلهام شاهين.. وأفلام المخرجين عاطف الطيب ومحمد خان وسمير سيف وداوود عبد السيد فشريف عرفة والمؤلفين وحيد حامد وبشير الديك ومحمود أبو زيد..
فبعد هذا الجيل تراجع تماما اهتمام السينما بمشاكل الناس بل وكاد أن يختفي بالكلية بفعل حدوث طوفان أفلام الكوميديا منذ أواخر القرن الماضي وبداية القرن الحالي، والتي لا يحمل الغالبية العظمى منها أي مضمون جيد وهادف.. مع إنتشار أفلام الجريمة والعنف والإثارة الرخيصة التي هدفها فقط الربح المادي أولًا وأخيرا! اللهم إلا من بعض المحاولات السينمائية الجادة المختلفة القليلة جدا على فترات وقد تأتي بالصدفة أحيانا!وعلى استحياء لا تسمن ولا تغني من جوع. لا رسالة ولا هدف للأسف لم يقدم حتى الآن جيل كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد عز، الذي تصدر المشهد السينمائي بعد أخر أجيال العمالقة، الأعمال المنتظرة منهم، التي تتحدث عن الناس بصدق وعن مشاكلهم وتستكمل مشوار الأجيال السابقة. فجاءت معظم أفلامهم رغم نجاح الكثير منهم في شباك التذاكر، بعيدة كل البعد عن عامة الناس وعمومهم، أفلام يحكمها المنتح والموزع التاجر اللذان لا هم لهما سوى المال فقط! طابعها تجاري بحت، تركز أكثر على الجريمة والعنف والأكشن والكوميديا. والحقيقة أن نجوم الجيل الحالي ليسوا مسؤولين وحدهم عن هذا الوضع السيء غير المقبول للسينما، لأن غالبيتهم لا يحملون رسالة الفن الحقيقية ولا يمتلكون الرؤية الواضحة المستنيرة ولا الهدف المحدد ويفتقدون الثقافة الحقة المهمة جدا لأي فنان، وتلك هي آفة كل الأجيال الأخيرة.. فضلًا عن ندرة المؤلف الموهوب المثقف صاحب القضية، الراغب في إحداث تغيير في المجتمع، وكذلك المخرج الواعي المؤمن بدور الفن ورسالته النبيلة في المجتمع، والمنتج الفنان العاشق للسينما الذي ليس كل همه مغازلة الشباك وحصد أعلى الإيرادات بأي وسيلة مهما كانت بعيدة عما يحتاجه الناس. الأمل قائم ليس معنى إقدام صناع السينما وبمعاونة من جهات عربية مثل هيئة الترفيه السعودية في إنتاج أفلام ذات ميزانيات ضخمة وغير مسبوقة في الوطن العربي مثل ولاد رزق 3 والمشروع x وأخيرا 7 Dogs للنجمين كريم عبد العزيز وأحمد عز الأعلى تكلفة في تاريخ السينما العربية.
بميزانية تجاوزت ال 40 مليون دولار أي أكثر من 2 مليار جنيه مصري، أو حصد بعض الأفلام الأخيرة لإيرادات قياسية مثل ولاد رزق 260 مليون جنيه، سيكو سيكو 190 مليون جنيه، أن لدينا في مصر صناعة سينما جيدة ومزدهرة ومتفوقة تنتج أفلاما مهمة وقيمة مثل أفلام زمان، فسينما هذه الأيام متفوقة ومتقدمة تقنيًا ورقميًا هذا صحيح ولكنها ومتراجعة فنا ومضمونًا ورسالة وهدف عن أفلام الأجيال السابقة. ورغم كل ما تقدم والذي قد يجعل الصورة تبدو قاتمة وضبابية فيما يتعلق بعودة السينما المصرية إلى سابق عهدها في الانحياز للناس والتعبير عن مشاكلهم، خاصةً في ظل تردي الأوضاع بصورة غير مسبوقة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية محليا ودوليا! فإن الأمل مازال قائمًا وبقوة في استيقاظ السينمائيين الحقيقين الشرفاء من غفوتهم التي طالت فأبعدتهم عن الناس وجعلتهم في واد والناس في وادٍ آخر!
فن التسول وتسول الفن! المرأة منتجة جريئة من أم السينما إلى شاهيناز العقاد وكذلك الأمل معقود على ظهور جيل جديد واع ومثقف من السينمائيين، يستشعر هموم ومشاكل الناس ويهب لطرحها والتعبير عنها، جيل يقول شعارنا واحد من الناس، وهو الشعار الذي رفعته السينما المصرية في فترات كثيرة من تاريخها الحافل! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا