عند وفاة يوسف إدريس كتب نجيب محفوظ في جريدة الأهرام ينعيه بالرغم من إعلان يوسف إدريس في حياته أنه كان أحق بجائزة نوبل من محفوظ ورغم ذلك كتب محفوظ يقول: كان ميلاده ثورة كما كانت حياته الأدبية ثورة مستمرة، ثورة على القوانين الفنية والاجتماعية، يقتحم كل شيء بجرأة ويعالجه بطلاقة فيثير حوله زوابع من الإثارة والانفعالات دون مبالاة بشيء إلا ما يمليه عليه وجدانه وتتطلع إليه أحلامه. لفت نظري من أول كلمة نشرها وأصبح اسمه يتردد على الألسنة كمثل حى للإبداع القيم والفن الجميل ومضى بخصوصية عجيبة في مضامينه وألحانه والهامه معتزًا بقدرته غير العادية على الخلق والإبداع. هكذا قدم يوسف إدريس من قصص قصيرة وروايات ومسرحيات ومقالات مجيدًا في كل ما قدم طابعًا بخواصه الفريدة مخلوقاته المميزة المتميزة فحقق في عالم الإبداع ما يعتبر من المعجزات. وهو من الأدباء النادرين الذين أثروا في جيلهم مثلما أثر في الأجيال التالية وبلغ به إخلاصه لفنه أن وهبه كل عزيز وضحى في سبيله بكل غال، كان الفن معشوقه والتفوق فيه حلمه، وفي سبيل ذلك لا يضن بجهد أو تقاليد أو أي شيء في الوجود فالفن أولًا وأخيرًا وليكن ما يكون لذلك كانت أسعد أيامه أيام العطاء، وأتعس أيامه أيام الانتظار. ومثل هذا المبدع إنما يقاس فضله بما يجود به من تراث وهو فضل كبير ستحظى به أجيال وأجيال ويعم خيره السابق واللاحق فلا يبقى لخصم من قول إلا أن يطلب له الرحمة والمغفرة..