تمثل خطر وكلاء القاعدة فى غرب أفريقيا مؤخرا فى نشاط ملحوظ لعناصر حركة (أنصار الدين للتوحيد والجهاد) فى غرب أفريقيا التى تتخذ قيادتها من شمال مالى مقرا لها وتستهدف المصالح الغربية فى غرب أفريقيا. وقد نشطت هذه الحركة فى عمليات التجنيد والتدريب للعناصر الشابة فى كل من غانا وجامبيا وغينيا وساحل العاج وموريتانيا والصومال ومناطق من نيجيريا و جمهورية النيجر، واستطاعت أجهزة الأمن المغربية مطلع عام 2013 تفكيك خلية سرية تتبع هذا التنظيم واعتقال عناصرها. ويرى الخبراء أن شمال مالى أصبح معقلا لأنشطة القاعدة والجماعات المسلحة المتحالفة معها، الأمر الذى استرعى انتباه الأممالمتحدة ورابطة الفرانكفونية الدولية التى تقودها فرنسا وما تتبع ذلك من دعم قوى وسريع لمبادرة تجمع تعاون دول غرب أفريقيا (ايكواس) الذى يقع مقره فى العاصمة النيجيرية أبوجا لإرسال قوات إلى مالى بهدف إزاحة مسلحى القاعدة من شمالها. وترصد تقارير حلف شمال الأطلنطى مؤشرات تبعث على القلق بشأن انتقال النشاط المسلح للقاعدة من منطقة الساحل وغرب أفريقيا إلى منطقة القرن الأفريقى شرقى القارة التى تشهر حركة الشباب الموالية للقاعدة السلاح فيها فى وجه الحكومة الجديدة فى الصومال. وربطت عدة تقارير استخباراتية بين حركة الشباب ومنظمة القاعدة فى شبه جزيرة العرب النشطة فى اليمن والتى تقدم لعناصر الشباب تمويلا وتدريبا وتسليحا أخذا فى الاعتبار عوامل التقارب الجغرافى بين القرن الأفريقى واليمن. وفضلا عن ذلك ارتفعت وتيرة العمليات المسلحة فى شمال نيجيريا الذى تنشط فيه عناصر حركة (بوكو حرام) الأصولية المتطرفة التى تتبنى أفكار القاعدة ومنهجها العنيف لزعزعة استقرار الحكم فى نيجيريا التى يدين نصف سكانها البالغ عددهم 160 مليون نسمة بالإسلام وتعد أغنى بلدان أفريقيا جنوب الصحراء بالنفط والغاز. ويعتبر الخبراء الأمنيون والعسكريون فى حلف شمال الأطلنطى أن دعم السلطة الشرعية فى جمهورية مالى وإنهاء أزمة الحكم الحالية فيها وبسط نفوذ سلطتها الشرعية على مناطق الشمال هو البداية الحقيقة لمواجهة أنشطة القاعدة فى شمال أفريقيا كما يرونه بمثابة مواجهة للأفعى من رأسها وليس من ذيلها المتمثل فى المنظمات المتعاونة معها فى مناطق القارة الأفريقية الأخرى. بينما يؤكد المراقبون أن تمكن القاعدة فى شمال أفريقيا من بسط نفوذها على شمال مالى وفصله عن أجزاء الدولة الأخرى سيكون مصدر تهديد بالغ الخطورة تنطلق منه الهجمات المسلحة لباقى أجزائها ويتم فيه وضع الخطط الكفيلة بنشر نفوذ القاعدة فى باقى أرجاء القارة السمراء وهو أمر يستدعى مواجهة سريعة وحاسمة فى آن واحد.