بدأت نذر التدخل العسكري لمواجهة الميليشيات الاصولية المتطرفة في شمال مالي تلوح في الأفق ، حيث اجتمع رؤساء أركان جيوش تجمع دول غرب افريقيا " إيكواس" ، التي تضم في عضويتها 16 دولة ، في مالي ، في السادس من الشهر الجاري لوضع خطة التحرك العسكري . ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه جماعة "التوحيد والجهاد" المسلحة عزمها إقامة إمارة إسلامية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها شمال مالي، بينما أعلنت جماعة "أنصار الدين" عن رفضها للإرهاب والجريمة المنظمة.
وذكرت صحيفة "الشروق " الجزائرية أن جماعة التوحيد والجهاد التي تختطف دبلوماسيين جزائريين منذ أشهر، هددت بمحاربة "الأنظمة المرتدة"، لاسيما في الدول المجاورة لشمال مالي، طبعاً تأتي الجزائر على رأسها.
وسبق لهذه الجماعة أن اعتدت على الجزائر مرتين خلال التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مقرين للدرك الوطني بتمنراست وورفلة، كما أنها متهمة باختطاف أجانب من مخيمات الصحراويين.
وبخصوص التدخل العسكري الذي يجري التحضير له، قالت جماعة التوحيد والجهاد إن التدخل العسكري الذي ينوي "حلف الشيطان" القيام به في المنطقة سيفشل، وسيكون محفزاً لكثير "من أبناء هذه الأمة للحاق بدرب الجهاد والقتال إلى جانب إخوانهم"، على حد تعبير بيان صادر عن الجماعة.
التدخل العسكري
وفي العاصمة المالية باماكو ، جاءت اجتماعات رؤساء أركان "إيكواس" لوضع تصور للتدخل العسكري المحتمل بعد يومين فقط من اجتماعات شهدتها مدينة ميلانو الايطالية للخبراء الامنيين والعسكريين المعنيين بقضايا العنف والارهاب شهدته مدينة ميلانو الايطالية واستغرقت اسبوعا.
وتسعى مالي من خلال كافة المحافل الدولية لاعداد العدة لاعادة بسط سيطرتها على مناطقها الشمالية وبكل ما يمكن من وسائل عسكرية أو مخابراتية ويلعب الجنرال المالي سوميلا باكيوكو منسق شئون مكافحة الارهاب ورئيس هيئة الأمن الوطني المالية دورا مهما في هذا الصدد.
ومن المتوقع أن تنتهي خطوات وضع المخطط التنفيذي لتطهير شمال مالي بكافة جوانبه قبل السادس والعشرين من شهر نوفمبر الجاري وهو تاريخ عرض هذا المخطط على مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لاعتماد خطط التنفيذ وإنزالها في صورة عمليات على أرض الواقع في شمال مالي.
وتلقى الجنرال الغيني سيكوبا كوناتي تكليفا من الاتحاد الافريقي بقيادة قوات التدخل الافريقية متعددة الجنسيات التي سيتم الدفع بها في شمال مالي والمقدر قوامها بنحو 3500 فرد.
وقد صرح الجنرال كوناتي عقب تلقيه خطاب التكليف بانه على قيادة مالي أن تثق في أن أشقاءها الافارقة يقفون الى جوارها ولن يتركوا شمالها نهبا لعبث عصابات التطرف الجهادية المسلحة، مشددا على أن مهمة قواته هى العمل على إستعادة التكامل الاقليمي كاملا لكافة أراضي جمهورية مالي تحت سيادتها الوطنية.
لكن ياموسا كامارا وزير دفاع مالي يرى أن تحرير شمال بلاده من هيمنة مجموعات الطرف الجهادية ليس مهمة أفريقية فقط بل هى جهد أفريقي يحتشد وراءه العالم كله.
وكشف وزير دفاع مالي عن إجتماعات مشتركة رفيعة المستوى قد عقدت بين مسئولي الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكذلك جمهورية الجزائر لدراسة تحضيرات تخليص شمال مالي من مجموعات الجهاديين المسلحين .
جماعات التطرف
واتهم عبودو شيخ توري الممثل الخاص للايكواس لدى مالى جماعات التطرف الجهادى فى شمال مالى بانهم مجموعات لاختطاف البشر والاتجار فيهم وتهريب المخدرات، مؤكدا استحالة الدخول في أي شكل تفاوضي معها.
وأكد مسئول إيكواس على أن هدف تلك الجماعات هو احراق جمهورية مالي، متهما حركة "بوكو حرام" الأصولية المتطرفة في شمال نيجيريا وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بدعم أنشطة السلفيين الجهاديين في شمال مالي لاشاعة الفوضى وإقامة دولة الإرهاب هناك.
وتشير تقارير صحفية الى أنه برغم التحضيرات العسكرية الجارية فلإن واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو قد شهدت خلال الساعات الماضية اجتماعات وساطة بين وفد "جماعة أنصار الدين" بمالي المعروفة باتصالات بعض عناصرها بتنظيم القاعدة وبين وسيط إيكواس للسلام في مالي ورئيس بوركينا فاسو بليس كومباوري ، وبرغم عدم الكشف عن أية معلومات عن نتائج تلك الاجتماعات يقول مراقبون إنها تستهدف حقن الدماء والتوصل الى حل من خلال الحوار يعيد السلام الى شمال مالى ويحقق تكاملها ووحدة أراضيها . مواد متعلقة: 1. حركة أنصار الدين بشمال مالي ترفض التطرف وتدعو للحوار 2. «التوحيد والجهاد» تعتزم الإعلان عن إمارة إسلامية شمال مالي 3. رفضاً للتدخل "الصليبي" في مالي..اسلاميو الجزائر يعتصمون