عندما تفجرت ثورة 23 يوليو سنة 1952 كان الرئيس المعزول محمد مرسى يبلغ من العمر عاما تقريبًا، ولم يكن الفريق أول عبد الفتاح السيسى قد ولد بعد، ومضت الحياة بهما ليتخرج الأول من كلية الهندسة ويحصل على الدكتوراه وينضم لجماعة الإخوان المسلمين حيث حياة الظلام والسمع والطاعة والعمل السرى المريب والتحالف مع الشيطان أنى كان وصولا للسلطة ولا شيء سواها، أو بعدها بينما الثانى الذى ولد على حد علمى فى أواسط الخمسينيات وتدرج فى التعليم إلى أن التحق بالكلية الحربية مصنع الرجال وتضعه الأقدار فى مواقع هامة، كان اختياره فيها لإخلاصه وتفانيه فى العمل ليُختار مديرا للمخابرات الحربية والاستطلاع فى نهاية عصر حسنى مبارك. وهناك دوما مقولة أثيرة لصديق يرددها حول المقادير، مفادها أن "فرعون" قد تولى سيدنا موسى وتعهده فى بيته وكانت نهاية فرعون على يد سيدنا موسى فى تدبير سماوى عادل لنهاية كل طاغية، فبينما وصل محمد مرسى لسدة الحكم بتدبير من الجماعة التى رددت جهارا نهارا بأنها "لن" تقدم مرشحا لرئاسة لجمهورية ثم فعلت ليأتى مرسى رئيسًا "وثبًا" من جماعة على ثورة لم يكن لها دور فيها، بينما "لم" يسع الفريق السيسى لمنصبه الذى وصل إليه نتيجة رغبة "الرئيس" مرسى بحسب تدبير جماعته فى إقصاء المشير طنطاوى والفريق عنان وكان خيار "اللواء" السيسى مدير المخابرات الحربية كى يشعر مرسى بأنه رئيس وقائد أعلى للقوات المسلحة. وتمضى فترة حكم الرئيس "مرسى" مليئة بالعثرات والكوارث لدرجة جعلت الشعب لا يتقبل وجوده لأكثر من عام، وكانت ثورة 30 يونيو 2013 وهنا ظهر معدن الفريق السيسى الذى أثبت بحق أن مصر بخير، وأن الجيش هو حصن الأمان للشعب إذا ما جاوز الظالمون المدى وتمادوا فى الطغيان.. لقد فعلها الفريق السيسى "وزير الدفاع" وانحاز للشعب ضد جماعة "آثمة" لأجل تطهير مصر من دولة الإخوان، وهاهى الجماعة، تُعربد وتسيء إلى الشعب المصرى بأسره وتهين الفريق السيسى الذى أصبح واجهة مصر وأملها نحو اكتمال التخلص من الإخوان. وها هى مصر وراء الجيش وقائده فى وجه الإخوان وقد راهن الإخوان على السلطة، فخسروا كل شيء وراهن الشعب على الجيش فنال الأمن والأمان، وسيبقى الفريق السيسى بما فعله فى قلب مصر، ولا مانع من ترشحه رئيسًا "بعد" تقاعده لأنه لم يخن عهدًا ولم يكن يوما تابعًا لجماعة آثمة قادت رئيسها المعزول مصر نحو الخراب، وتبقى مصر بحق مصنع الرجال ومهما فعل الإخوان فإن دولتهم قد زالت، وبقى محو أثرهم على يد شعب وقر يقينا أنه بعون الله قادر على تخطى الصعاب والأهوال.