خريطة النشاط الإرهابى المتعاون الآن مع تنظيم الإخوان فى مصر، تتبع مباشرة التوزيع الجغرافى لدور العبادة ومعدلات الفقر والأمية، وما استغرقته النخب من جهد فى إقناع المواطنين بخطورة أفكار هؤلاء وأهدافهم، سيتضاعف بعد إقرارهم حمل السلاح مجددا بوجه ثورة 30 يونيو المصرية. أرقام رسمية لها دلالاتها المؤكدة على خطورة المشهد الذى أرادته جماعة الإخوان "دمويا" بعد إزاحتها من الحكم: إجمالي عدد المساجد فى مصر 108 آلاف و395 مسجدا، وعدد الكنائس 2869 بنسبة لا تزيد على 2.64% من عدد المساجد "حسب جهاز التعبئة الإحصاء 2011". الشرقية تتصدر محافظات مصر في عدد المساجد وبها 13382 مسجدا، تليها البحيرة 9278 مسجدا ثم الدقهلية وبها 6705 مساجد، أما العاصمة فبها 5776 مسجدا مقابل 5557 مسجدا بالإسكندرية، وفى ذيل القائمة محافظة جنوبسيناء وبها 217 مسجدا. محافظة "المنيا" كصاحبة أكبر تجمع للكنائس وبها 555 كنيسة تليها أسيوط 320 كنيسة تأتى بعدها سوهاج بإجمالي 320 كنيسة، فيما تتواجد بالعاصمة 294 كنيسة تليها الإسكندرية وبها 200 كنيسة، أما أقل محافظة فى عدد الكنائس فهي الوادي الجديد وتوجد بها كنيستان فقط. نعود إلى خريطة "العنف" الدينى ويرتبط كثيرا بعدد وتوزيع دور العبادة فى الظروف الطبيعية وأبسطها استقرار النظام السياسى، فبين يناير 2008 ويناير 2010، وقع 53 حادثا فى 17 محافظة، منها 33 حادثاً بالصعيد وحده، و20 حادثاً بالوجه البحرى والدلتا، حسب تقديرات مرصد المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. محافظة المنيا كانت على رأس قائمة المحافظات المحتقنة دينيا بمعدل حادث كل 35 يوماً تقريباً شهدتها 17 قرية تتبع 7 مراكز من أصل 9 تكون المحافظة بالكامل، تلتها محافظتا أسيوطوقنا على الترتيب من مكان الاعتداء الأصلى إلى قرى ومراكز مجاورة. المنيا وحدها حصدت 42٪ من أحداث العنف الدينى فى 2008 و39٪ من الحوادث فى 2009 لم تصل أى منها للقضاء أصلاً، تلتها القاهرة فى 2008 ب13٪ من الحوادث بينها استهداف كنيسة الزيتون بعبوات ناسفة محلية الصنع، وفى 2009 برزت محافظة بنى سويف لتحصد 11٪ من الحوادث، مقابل اختفاء حوادث العنف الدينى عن مدن القناة ودمياط، بينما الدقهلية أكثر محافظات الوجه البحرى التى شهدت عنفا دينيا. محافظات العنف الدينى تتفوق مجددا، وبالضرورة فى العنف السياسى المسلح لتنظيم الإخوان وأتباعه الآن بحق الدولة ومواطنيها، قِس على ذات المحافظات ما يعيشه سكانها من فقر وأمية جعل الصعيد يبدو على خط المواجهة مع الدولة، فقبل شهر احتلت أسيوط قائمة أفقر المحافظات بنسبة 69.3% من سكانها تليها سوهاج 59 % ثم أسوان 54.4% وقنا 51.5 % والفيوم41.7%، وهى محافظات تعلو فيها حدة مواجهات الإرهاب مع الدولة. فى خريطة الأمية البالغة فى مصر نسبة 26.1 %، المنيا متصدرة أيضاً المركز الأول فيه بنسبة 38.2%، تليها سوهاج 36.4%، ثم بنى سويف 35.5% والفيوم 34.6% وبعدها أسيوط 32.7%، وأخيرا قنا 31.5 % . أعباء المواجهة مع تيارات إرهابية منظمة ومسلحة تعتمد الآن خرائط العنف الدينى والفقر والجهل سبيلاً لتحركاتها وتنفيذ أعمالها التخريبية لإسقاط الدولة، مع خريطتى سيناء ومطروح الغائبتين عنا الحاضرتين فى المشهد الدموى بقوة، كبيرة وتستلزم دمج المورد البشرى المصرى فى مشروع وطنى مناهض لأفكارها ومخططاتها المدعومة بجهود عصابات استطاعت إدخال 15 مليون قطعة سلاح إلى مصر، والأهم أن تتبنى الحكومة أفكارا وخططا لاجتثاث أسباب التطرف من المجتمعات المصرية البعيدة عن التنمية، لتعيد الثقة فى قدرة الدولة والشعب على الصمود والبقاء. وعلى المجتمع الدولى التعامل مع المشهد المصرى بأخلاقيات حقوقية أعلى من حسابات السياسة، مع عودة الدعم العربى اللامحدود للدولة المصرية وشعبها، والذى بدأته الإمارات العربية المتحدة بمبادرة حكومتها، حماية لهيبة وتاريخ الشقيقة الكبرى المارة بمحنة قاسية.