سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال "مبارك" بأديس أبابا.. المحاولة شارك فيها 10 مصريين ينتمون للجماعة الإسلامية.. تدريب وتجهيز الانتحاريين تم في الخرطوم.. إثيوبيا عاقبت السودان باحتلال "الفشقة"
تمر اليوم الثلاثاء 25 يونيو الذكرى الثامنة عشر على محاولة اغتيال الرئيس السابق حسنى مبارك بأديس أبابا، وهذه الحادثة دخل ملفها منظمة الأممالمتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة الوحدة الأفريقية، وتناولتها كثير من الصحف العالمية لكشف أسرارها. كان المتهمون مجموعة من الأشخاص بعضهم يرتدى الجلابيب والآخرون يرتدون ملابس عادية كى لا ينكشف أمرهم، من أصحاب اللحى من أعضاء ومجاهدى الجماعة الإسلامية بعد سفرهم لإثيوبيا تأهبا للاستشهاد بعد أن قتل مبارك. دقائق حاسمة وقف فيها هؤلاء يراقبون طائرة الرئيس السابق حسنى مبارك واستطاعوا رصدها قبل نزولها إلى مطار أديس أبابا، بجانب مجموعات أخرى تم تكليفها بالاشتباك مع حراسات التشريفة الرئاسية بالأسلحة الآلية لإشغالهم عن تنفيذ عملية الاغتيال، وآخرون حملوا صورايخ "آر بى جى" لتفجير سيارة الرئاسة لعلمهم بأن سيارته ستكون مصفحة، ولن يؤثر فيها الرصاص، ومجموعة ثالثة تنصب كمينا بالمتفجرات، فالخطأ الذى أفسد عمليتهم أن المجموعة الأولى اشتبكت مبكرا مع الحراسات قبل أن تبدأ باقى المجموعات فى أخذ أماكنها، فانفرطت الرصاصات لتدوى أصواتها وسط هلع الجميع. عملية الاغتيال شارك فيها 10 مصريين، ونتج عنها مقتل خمسة منهم هم عبد القدوس القاضى، ومصطفى عبد العزيز محمد، وشريف عبد الرحمن أمير الجماعة الإسلامية باليمن، وعبد الهادى مكاوى، ومحمد عبد الراضي، وتمكن ثلاثة آخرون من الهروب حينذاك، وهم مصطفى حمزة، الذى سلمته المخابرات الإيرانية إلى مصر، ونائبه عزت ياسين الذى جمع المعلومات عن وصول موكب مبارك وقام باستخراج جوازات سفر سودانية ويمنية ليستخدمها أفراد المجموعة. أما الهارب الثالث فهو حسين شميط المسئول عن تسليم الأسلحة، والتى نقلت من الخرطوم إلى أديس أبابا فى حقائب دبلوماسية مليئة بمدافع الكلاشنكوف والذخيرة وقاذفات "آر بى جى" وقنابل يدوية. كما ألقت المخابرات الإثيوبية القبض على ثلاثة آخرين فى تنفيذ تلك العملية لم يتمكنوا من الهرب وهم "صفوت عتيق، وعبد الكريم النادى، والعربى صدقى" والتى حكمت إثيوبيا عليهم بالإعدام حينذاك، إلا أن الجماعة الإسلامية تمكنت من الوصول إلى معلومات تفيد بأنهم أحياء ولم يطبق حكم الإعدام فيهم حتى الآن، ولكنهم لا يزالون أسرى لدى المعتقلات الحربية فى إثيوبيا منذ أكثر من 17 عاما، طبقا لما رواه "إبراهيم على" محامى الجماعة الإسلامية والمنتمى سابقا لجماعات الجهاد. مؤكدا أن لا أحد فى الحكومة، وخاصة الخارجية المصرية ومؤسسة الرئاسة، لديه أية معلومات عن هؤلاء المصريين العالقين حتى الآن فى إثيوبيا، لأن الاتصال قد انقطع بهم منذ أيام الحادث بعد إلقاء القبض عليهم مباشرة. أما عن رد الفعل المصرى لمحاولة الاغتيال قوية للغاية قررت الخارجية قطع العلاقات بين البلدين، كما قامت المخابرات باعتقال بعض ممن ينتمون لمنظمة (الجماعة الإسلامية) وحصلت منهم على معلومات أفادت أن عمليات التدريب والتجهيز لتنفيذ عملية الاغتيال تمت بمعسكر فى منطقة "سوبا" بالخرطوم، وبمعسكر آخر سرى فى طهران تابع للحرس الثورى الإيرانى. أما الحكومة الإثيوبية فقد قررت فى عام 1995 أن تثأر لكرامتها المجروحة وأن تنتقم من نظام عمر البشير الذى تجرأ واتخذ من إثيوبيا مسرحا لتنفيذ اغتيالاته فسارعت على الفور باحتلال منطقة "الفشقة" السودانية، وأخضعتها للحكم العسكرى الإثيوبى منذ ذلك الوقت وحتى حكم الإخوان.