هو صراع وجود لا صراع سياسية أو مصلحة وطنية، هو يوم إما أن تقوم فيه للجماعة قائمة وتأخذ تصريحا دائما بالفجور فى البلاد والتحكم فى العباد وقتل كل من تجرأ وعارضها، أو تقبع فى مزبلة التاريخ.. تلك نظرة جماعة الإخوان للتظاهرات السلمية فى 30 يونيو. الجماعة تدرك جيدا أنها إن استطاعت المرور بسلام من تلك المحنة الأعظم فى تاريخها الطويل، فسوف تتجبر وتستبد بالوطن وبالمواطن، ستعيد إنتاج تاريخها الدموى علنا، ستقتل وتسجن وتنكل بكل معارضيها، يعلمون أن وجههم القبيح ينكشف يوما بعد آخر، فحتى الدين الذى شوهوه وقتلوا باسمه العديد من الأبرياء، صار فاضحا لهم ولعبثهم وضلالهم وخروجهم عن صحيحه. ازداد وعى الناس بتلك الجماعة المتطرفة من خلال ممارستها الفعلية للسياسة فى الشارع المصرى، متخذة من القوة والتكبر والتجبر على كل مؤسسات الدولة ومواطنيها طريقا أوحدا للتحكم والسيطرة عليهم. شعر معظم المصريين بمدى تدنى معنى وقيمة الوطن عند هؤلاء الفاشيين، الذين يمارسون الكذب بسهولة وتلقائية كسهولة التنفس عند الإنسان. الدين الذى طالما تدثروا به ليستر إعوجاجهم وإرهابهم وتطرفهم وإقصاءهم للغير، لم يعد هو الكلمة السحرية التى يلهبون بها مشاعر البسطاء، فالجميع تأثر سلبا بطريقة إدارتهم للوطن عن طريق إقصاء كل من هو خارج جماعتهم المقدسة، أدرك الجميع أنه لا يوجد دين يحض على الكذب وبيع الوطن للغير والإفساد فى الأرض باختيار ذوى الثقة مهما كانوا فاسدين وعاجزين وغير مؤهلين، الدين لا يحض على ضياع الأمانة كما هم يفعلون ويصرون. لكل مسلم بيعتان فى رقبته حتى يصير مسلما، أولهما الشهادتين ثم البيعة للرسول محمد، ولكن ماذا نفعل إذا كان الرسول مات، لذا قام الأستاذ البنا صدى رسول الله، بإنشاء جماعة الإخوان وصارت البيعة له وبعد موت الإمام البنا تكون البيعة للمرشد الذى يخلفه وبذلك يكتمل إسلامك! العبارة السابقة هى نص ما يؤمن به الإخوان سرا ولا يصرحون به إلا فى اجتماعاتهم المغلقة، ولقد أخطأ بعضهم أو ربما تعمد وانشق عنهم فنشر فيديو بذلك على موقع اليوتيوب باسم بيعتان! إذن فكل المسلمين فى مصر ناقصى إسلام وفى رقبتهم بيعة للمرشد وفقا لهوى وضلال تلك الجماعة التى صُدمت كثيرا منذ ظهورها على السطح بانتقاد معظم المصريين لوجود مسمى المرشد فى حياتهم! حاولوا أخونة المصريين فوجدوا هوة ثقافية وفكرية بل وإنسانية سحيقة بين وهمهم وبين شعب صنع الحضارة وتوصل للتوحيد قبل كل شعوب العالم، لم يجدوا من المصريين غير التنكيت عليهم والتبكيت على حالتهم القطيعية وراء مرشد يقدسونه وهما. لذا، فالجماعة محقة فى أن تشعر بالرعب على وجودها وعلى فكرها وكيانها، الذى يلفظه معظم المصريين عدا بعض السفهاء والمتنطعين والأدعياء وسافكى الدماء والمحبين لقتل البشر مرضا وعصابا. إذن هو صراع وجود حقا وصدقا بالنسبة لمن لا يدرك معنى الإنسانية ومعنى المواطنة وحرية الفكر وحقه فى الوجود تحت سماء الوطن حتى وإن اختلفنا معه ولفظنا فكره المريض.