فى البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك.. ثم تنتصر. (غاندى) لا أدرى لماذا تذكرت تلك المقولة الرائعة عندما قرأت تطاول جماعة الخرفان والذقون على حملة تمرد التى قرر الشعب المصرى القيام بها لعزل محمد مرسى عن تدمير مصر. المهم نعود للمشكلة الحقيقية وهى لماذا ترتعد فرائص مرسى وقطيع الإخوان من حملة "تمرد" إذا كانوا يظنون أنهم على حق؟ إنهم يمارسون "الاستراتيجيات العشر لخداع الجماهير" وإنهاك الطاقات التى قد تغذى "الثورات" وتتمثل فى استراتيجية الإلهاء لمنع الجمهور من الاهتمام بالمشاكل الاجتماعية الحقيقية، مأسورا بمواضيع دون فائدة حقيقية. الحفاظ على جمهور منشغل، منشغل، منشغل، دون أدنى وقت للتفكير، ثم خلق المشاكل، ثم تقديم الحلول، هذه الطريقة تدعى أيضا "مشكلة، ردة فعل، حلول" نخلق أولا مشكلة، حالة يتوقع أن تحدث رد فعل معينا من طرف الجمهور، بحيث يقوم هذا الأخير بطلب إجراءات تتوقع قبولها الهيئة الحاكمة. مثلا، غض الطرف عن نمو العنف الحضرى، أو تنظيم هجمات دموية، حتى يطالب الرأى العام بقوانين أمنية على حساب الحريات، أو أيضا: خلق أزمة اقتصادية لتمرير، كشر لابد منه، تراجع الحقوق الاجتماعية وتفكيك المرافق العمومية. وثالث الخدع هى استراتيجية التقهقر من أجل تقبل إجراء غير مقبول، يكفى تطبيقه تدريجيا، بالتقسيط، على مدى عشر سنوات، فبهذه الطريقة تم فرض ظروف سوسيواقتصادية حديثة كليا، الليبرالية الجديدة، فى فترات سنوات الثمانينات. بطالة مكثفة، هشاشة اجتماعية، مرونة، تحويل مقار المعامل، أجور هزيلة، كثير من التغييرات كانت لتحدث الثورة لو تم تطبيقها بقوة. وأيضا استراتيجية المؤجل طريقة أخرى لإقرار قرار غير شعبى، هى فى تقديمها ك"شر لابد منه"، عبر الحصول على موافقة الرأى العام فى الوقت الحاضر من أجل التطبيق فى المستقبل. من السهل دائما قبول تضحية مستقبلية بدل تضحية عاجلة. أولا، لأن المجهود لا يتم بذله فى الحال، ثم يميل الجمهور إلى الأمل فى " مستقبل أفضل غدا " وأن التضحية المطلوبة قد يتم تجنبها، وأخيرا، هذا من شأنه أن يترك الوقت للجمهور للتعود على فكرة التغيير وقبولها باستكانة عندما يحين الوقت. ومخاطبة الرأى العام كأطفال صغار تستخدم أغلب الإشهارات كلما توجهت إلى الكبار خطابا، لماذا؟ شخصيات ولهجة صبيانية جدا،غالبا ما تكون أقرب إلى التخلف العقلى، كما لو كان المشاهد طفلا صغيرا أو معاقا ذهنيا. كلما حاولنا خداع المشاهد، كلما تبنينا لهجة "صبيانى"، لماذا؟؟ إذا توجهنا إلى طفل فى الثانية عشرة من عمره، فبسبب الإيحائية إذن، سيكون من المحتمل جوابه أو رد فعله خاليا من الحس النقدى "كما لطفل فى الثانية عشرة من عمره". وأيضا اللجوء إلى العاطفة بدل التفكير لسد التحليل العقلانى، وبالتالى الحس النقدى للأفراد، كما أن استخدام المخزون العاطفى يسمح بفتح باب الولوج إلى اللاوعى، وذلك من أجل غرس أفكار، رغبات، مخاوف، ميولات، أو سلوكيات. ثم تشجيع الجمهور على استساغة البلادة: تشجيع الجمهور على تقبل أن يكون أخرق، أبله، فظا، جاهلا، وتعويض الانتفاضة بالشعور بالذنب جعل الفرد يشعر أنه هو المسئول الوحيد عن شقائه، بسبب نقص ذكائه، قدراته أو مجهوداته. وهكذا، بدل الانتفاض ضد النظام الاقتصادى، يشعر الفرد بالذنب، ويحط من تقديره الذاتى، مما يسبب حالة اكتئابية من آثارها تثبيط الفعل. ودون فعل وآخر تلك الخدع التى يمارسها مرسى ونظامه واستخدام التقدم المذهل للعلوم فى السيطرة النفسية على الشعب بفضل البيولوجيا العصبية وعلم النفس التطبيقى، توصلت الأنظمة إلى معرفة متقدمة بالكائن البشرى، نفسيا وبدنيا للنظام سيطرة وسلطة على الأفراد حتى لو استخدموا الكذب وأخيرا أقولها لهم صراحة لو أنكم تظنون أنكم على حق فأتحداكم أن تقبلوا بانتخابات مبكرة وسوف تحصلون على 10 مقاعد على الأكثر.