حالة روحانية لعشاق «المولوية المصرية» مع التوني في الساقية (صور) أجواء هادئة مع سماء صافية وسط شعاع نور صغير وأصوات عزف على الناي والعود ودقات الدفوف وفي لحظة رقي روحي تتجلى أصوات المنشدين بذكر الله لتهيم معها الأرواح إلى السماء وتترقى معها النفوس وتخف الأجساد تردد الألسنة قصائد الإنشاد لمناجاة الله.. مرتدين ملابس باهتة اللون وقبعة دائرية تتعطل الحواس عن ماديتها لكن تتركز في أداء المنشد وهو يسرح بصوته يرفعون أيديهم إلى السماء ويدورون حول أنفسهم بعكس عقارب الساعة، بطريقة تحاكي حركة الكواكب في السماء، ترافقهم ألحان الناي ليندمجوا أكثر مع الحالة الروحية، فيدورون لساعات دون أن يشعروا بالوقت. ثوان ثم دقائق قليلة أنفاس الراقصين تصعد ونغمات الحب الإلهي تتسرب إلى نفسه ثم يزداد ويدور حول نفسه مردّدًا في دورانه ذكر الله وبالترديد وراءه يكرر الحضور، الساحة تتحول إلى حضرة كبيرة الكل يبدأ في وضع الاستعداد يأخذون أماكنهم ثم يضعون أيديهم على صدورهم، بحيث تكون اليد اليمنى على الكتف اليسرى، ويبدأون التمايل في الساحة، مندمجين مع كلمات تحوي نوعا من الموسيقى ليبدأ الشيخ في الانحناء، ومن ورائه المريدين عند ذكر الله أو أسمائه كذلك، عند ذكر المصطفى أو صفاته. الموسيقى تزداد وترتفع قوة صوت العذب يعانق آذان الحاضرين يندمجون هم أيضا في المشاعر الروحية يصلون إلى مرحلة النقاء الروحي بعد تحررهم من مشاعرهم السلبية يقلدون الشيخ في الدوران خلفه مرة يمينا وأخرى يسارا، وأناشيدهم تملأ الساحة ودموعهم تذرف من أعينهم، والآلام تبدأ في التبخر ليصفو الجسد نقيا من الهموم، ثم تبدأ حركتهم في البطء مرة أخرى، حينها يأخذون قسطا من الراحة. جلال الدين الرومي هو مؤسس المولوية وهي إحدى الطرق الصوفية التي عرفت مصر هذه الطريقة في خلال العصر العثماني وبالتحديد في القرن السادس عشر الميلادي، وكانوا يدعون أتباع هذه الطريقة في مصر ب"الدراويش" أو الجلالين نسبة إلى جلال الدين الرومي.
الطريقة المولوية لا زالت تابعة إلى المركز الرئيسي لها والذي تأسست فيه من قبل الشيخ جلال الدين الرومي في تركيا واتسعت دائرتها لتشمل العديد من الدول الإسلامية ونادرًا ما نجد اليوم أي دولة تحيي مناسبة دينية مثل ذكرى المولد النبوي الشريف أو ليلة الإسراء والمعراج بالإضافة إلى الليالي الرمضانية وغيرها من المناسبات من دون وجود الراقصين المولويين.