كتبت: ريهام عبد الوهاب في حركات دائرية يدور الراقصون حول أنفسهم على نغمات الموسيقى، يندمجون في مشاعر روحية سامية وصولًا إلى مرحلة النقاء والصفاء الروحي بعد تحررهم من ثقلهم الجسدي ومشاعرهم السلبية، في تواصل وجداني مع الله، فقد نسبت هذه الطريقة عن المتصوّف الأفغاني الإيراني التركي جلال الدين الرومي. بداية رقصة المولوية "المولوية" هي إحدى الطرق الصوفية السنية، ويرتدي خلالها عباءة بيضاء واسعة وفضفاضة وقبعة عالية بنية اللون؛ فالأبيض يرمز للكفن، والأسود للقبر، أما الطربوش فيرمز إلى شاهدة القبر، عرفت مصر هذه الطريقة في خلال العصر العثماني وبالتحديد في القرن السادس عشر الميلادي، وكانوا يدعون أتباع هذه الطريقة في مصر ب"الدراويش" أو "الجلالين" نسبة إلى مولانا جلال الدين الرومي. كانوا يجتمعون بالتكية المولوية والتي تعد أول مسرح بمصر والشرق الأوسط، وكان الهدف الأول من التكية قبل تحولها إلى مكان لعروض مولودية، مكان لإيواء وإطعام الدراويش المنقطعين للعبادة والفقراء، وكانت تتكون من عدد أجنحة؛ منها: المسجد والأضرحة والمدرسة المخصصة لتعليم الأولاد القرآن والخط. المنشدين المولويين للمولوية المصرية طريقة خاصة عن المنتشرة حول العالم، فكان معظم المنشدون المولويين في مصر ينشدون الموشحات الدينية دون مصاحبة آلية، والبعض الأخر يؤدونها بجانب الناي والكمان، وتلقى الموشحات الديني من قبل أصحاب الأصوات الجميلة بالفرقة. وكان الإنشاد يبدأ ب " إمام الرسل يا سندي.. أنت باب الله معتمدي.. وبدنيايا وآخرتي.. يا إمام الرسل خذ بيدي.." ويردد المنشدين من حوله "مدد مدد يارسول الله.. مدد مدد ياحبيب الله.." وتتزايد سرعة الراقصين في الدوران مع جملة "يارسول الله مدد.. ياحبيب الله مدد" يختتمون ب "الله الله..الله الله..الله الله يا الله". فرقة "المولوية المصرية" ولكي لا يندثر الفن الصوفي أسس المنشد عامر التوني، فرقة "المولوية المصرية" في محاولة منه لتقديم التراث المولوي المصري على الساحة العالمية وتأكيد على خصوصية مصر وهويتها الثقافية، حيث تقدم الفرقة الموشحات والابتهالات والمديح متتبعه في ذلك تاريخ المولوية منذ الفتح العثماني، للحفاظ على التراث وتقديم كافة أشكال الاحتفالات التي يقدمها أصحاب الطرق الصوفية في مصر. في مصر طرق صوفية مختلفة من حيث إدخال الموسيقية الدينية على الإنشاد والتواشيح والابتهالات وفقًا لمدراس متعددة من بين هذه الطرق: أصحاب الطريقة الرفاعية، والطريقة الشاذلية و الطريقة الميرغنية .. وغيرهم من الطرق الصوفية، قدم ذلك من خلال الاستعانة بالمؤسسات الثقافية التي تهتم بتوثيق التراث. فيما تشارك فرقة المولوية المصرية مؤخرًا في العرض المسرحي "قواعد العشق الأربعون" المأخوذ عن رواية تركية تحمل نفس الاسم للكاتبة أليف شفق، للمخرج عادل حسان وتعرض على خشبة مسرح السلام بالقصر العيني، وتدور الرواية حول إلقاء المتصوف الأفغاني الإيراني التركي جلال الدين الرومي ب الدرويش شمس الدين التبريزي. حفلات وورش تدريبية تنظم فرقة المولوية المصرية العديد من الحفلات على مدار العام وخاصة في شهر رمضان للاهتمام بجلسات الذكر والإنشاد الديني والابتهالات لإحياء ليالي رمضان، كما ينظمون ورش عمل تدريبية ببيت السناري بدون مقابل مادي فقط هدفها نشر هذا الفن والحفاظ عليه من الاندثار، وذلك ضمن مشروع "الموسيقي الروحية" بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وبيت السناري. من المقرر أن تحيي الفرقة بقيادة عامر التوني، ليلة صوفية بمسرح ديفا بدريم لاند، يوم الخميس الموافق 22 يونيو الجاري والذي يوافق 27 رمضان، ويأتي ذلك ضمن فعاليات أول مهرجان للموسيقى الصوفية في مصر، والذي يقام على هامش أنشطة مشروع آي دريم استوديو.