غياب الترميم وإهمال المسئولين أخطر أسباب الكارثة انهيار العقارات عنوان جديد فى مدينة الإسكندرية، فلا يمر شهر إلا ونسمع عن انهيار عقار ووفاة سكانه بالكامل أو نجاة عدد قليل منهم، وهناك العديد من المناطق المؤهلة للانهيار بالمدينة نظرًا لغياب أعمال الترميم وبسبب الطبيعة الساحلية للمدينة والتى تحتاج متابعة بشكل دورى، فضلًا عن وجود العديد من المبانى القديمة الآيلة للسقوط.. «فيتو» تجولت داخل العديد من المناطق السكنية الموجودة فى المدينة ورصدت الشروخ فى المبانى، والتى حوّلت هذه المناطق إلى مايشبه الأطلال. فى منطقة غرب الإسكندرية وتحديدًا فى مساكن عبدالقادر والتى يطلق عليها السكان «بورتو عبدالقادر»، أصبحت مهددة بالانهيار، فقد تم تسليمها منذ عام 1998، وهى تتبع الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان إحدى هيئات وزارة الإسكان. وتشهد هذه المنطقة، غياباً تاماً لأعمال الترميم بالواجهات للبلوكات التى يسكنها الآلاف من المواطنين، كما أن عمليات الترميم التى تمت فى المنطقة كانت بلا جدوى وتم إهدار المال العام فيها، وتحديدًا فى البلوكات المسماة ب« 4 أ » وعددها 22 بلوكًا، على الرغم من أن ساكنى التعاونيات 80% منهم سكان محافظة القاهرة، بالإضافة إلى أن الصرف الصحى بالمساكن المذكورة غائب تمامًا، مما تسبب فى ظهور المستنقعات فى معظم المناور بتلك الوحدات بما يهددها بين الحين والآخر بالانهيار فوق رءوس ساكنيها. أما موقع المستعمرة وهو عبارة عن وحدات سكنية حصل عليها المواطنون كمصيف فليس لها نصيب فى أعمال الترميم لأنها ببساطة ممنوعة بأوامر الهيئة. مساكن الطوبجية تقع خلف عامود السوارى الذى بناه الإمبراطور الرومانى دقلديانوس ليكون أثرا فريدا من نوعه بمنطقة كرموز، حيث يوجد 3 آلاف أسرة من المعذبين فى الأرض والمنسيين على مدى حكومات سابقة. هذه المساكن بناها ممدوح سالم رئيس وزراء مصر فى عهد السادات عندما كان محافظا للإسكندرية وهى مساكن عبارة عن غرفة ودورة مياه مشتركة بين كل الأسر وكانت مخصصة فى عهد سالم للخارجين من السجون الذين لا يملكون الأموال لشراء شقق كبيرة ومرت الأيام وورثها أبناؤهم أو اشتراها سكان آخرون منهم بأثمان بخسة وتحولت حياتهم الى جحيم لأنهم خلف منطقة عامود السوارى الأثرية. ولم يلتفت حى غرب القريب من مساكن الطوبجية لما يحدث فكل يوم تشب النيران وسط المساكن بسبب الماس الكهربى الذى يحرق كل البلوكات فى الطوبجية بعد أن اختلطت مياه الصرف الصحى بكابلات الكهرباء فنتج عنها هذا الماس ليحول حياة البشر فى الطوبجية إلى عذاب وجحيم. وفى الوقت الذى يتحدث فيه محافظ الإسكندرية المستشار محمد عطا عباس عن توفير المحافظة لمساكن للأسر الفقيرة يعانى هؤلاء من سقوط مياه الصرف فوق كابلات الكهرباء كل يوم، كما يعانون انقطاعًا دائمًا للكهرباء بفعل المياه.