خلف عامود السواري الذي بناه الامبراطور الروماني دقلديانوس ليكون أثرا فريدا من نوعه بمنطقة كرموز تعيش ثلاثة آلاف أسرة من المعذبين في الارض والمهمشين أو بالأحرى ممن طواهم النسيان علي مدار حكومات سابقة هذه الأسر تعيش فيما يسمي مساكن الطوبجية وللمساكن قصة يرويها النائب الوفدي حمادة منصور فيقول إن مساكن بناها ممدوح سالم عندما كان محافظا للإسكندرية وهي مساكن عبارة عن غرفة ودورة مياه مشتركة بين كل الأسر وكانت مخصصة في عهد سالم للخارجين من السجون الذين لا يملكون الأموال لشراء شقق كبيرة ومرت الأيام وورثها أبناؤهم أو اشتراها سكان آخرون منهم بأسعار بخسة وتحولت حياتهم الي جحيم لا لأنهم خلف منطقة عامود السواري الاثرية ولكن لقربهم من مقابر شارع الرحمة المليئة بالثعابين والطريشة وما خفي كان أعظم فكل يوم يستيقظ اهالي الطوبجية علي صرخات الاطفال هنا وهناك نتيجة لدغات الثعابين التي تعود سريعا الي الجحور بمجرد سماعها للصرخات والآهات ولم يلتفت حي غرب القريب من مساكن الطوبجية لما يحدث فكل يوم تشب النيران وسط المساكن بسبب الماس الكهربي اللعين الذي يحرق كل البلوكات في الطوبجية بعد ان اختلطت مياه الصرف الصحي بكابلات الكهرباء فنتج عنها هذا الماس الذي نشب قبل أيام ليحول حياة البشر في الطوبجية إلي عذاب وجحيم في الوقت الذي يتحدث فيه محافظ الاسكندرية المستشار محمد عطا عباس عن توفير المحافظة لمساكن للأسر الفقيرة. ويشاطر الرأي المهندس أحمد شعبان نائب الشورى السابق وأمين حزب التجمع فيقول يعاني سكان الطوبجية من سقوط مياه الصرف فوق كابلات الكهرباء كل يوم كما يعانون من انقطاع دائم للكهرباء بالطبع بفعل المياه اما في الشتاء فهم يعيشون علي كف عفريت نظرا لوصول الماس الكهربائي لحنفيات الشرب فعندما يريدون الشرب يكونون عرضة للصعق الكهربي. اما اخطر ما يواجهه اهالي الطوبجية فهو تلال القمامة التي ازدادت في الفترة الاخيرة وأصبحت من الاثار التاريخية في الطوبجية والسياح عندما يأتوا لزيارة عامود السواري وكوم الشقافة لازم يطلعوا الطوبجية ويصورونا مع القمامة كما ان سيارة القمامة لم تأت للمنطقة منذ أسبوعين ما ساعد علي انتشار مزيد من الكلاب الضالة والقطط وجميع أنواع الزواحف التي تهدد السياحة طبعا قبل كل شيء. وقالت نجدة ابراهيم خليل إن أحسن شيء في مساكن الطوبجية ان اللي بيموت بيروح علي طول "للتربة" ويتم دفنه لأننا قريبون من المقابر فلا أحد يتعب في الدفن والله اعلم كام واحد حيموت مننا السنة دي خاصة وان العام الماضي مات 5 اشخاص منهم من مات نتيجة سم الثعابين ومنهم من مات بالصعق الكهربي في دورة المياه. وأضاف إن البيوت أصبحت مليئة بمياه الصرف الصحي والقمامة تحاصرنا في كل مكان وما فيش حد بيحس بينا، أما أيمن الشيخ فقال ان رئيس حي غرب لا يستطيع زيارة المنطقة ابدا رغم انه قريب منها وذلك لانتشار الروائح الكريهة التي ربما تصيبه بأمراض عديدة وقال اننا لسنا علي الخريطة رغم اننا جيران أشهر المعالم السياحية ولكن الحكومة تنظر الينا علي اعتبار اننا لا وجود لنا. رابط دائم :