اعتاد عبد الله بن عمر رضي الله عنه الإفطار مع المساكين كل يوم في رمضان وظل يحافظ على تلك العادة، حتى إنه عندما كان يمنعه أحد من أهله كان لا يأكل هذا اليوم، وكان أيضا إذا جاءه سائل على الطعام منحه حقه في الطعام فيظل صائما ولم يأكل شيئا. ولم يكن هذا التصرف من ابن عمر - رضي الله عنهما - خاصا به وحده بل كان من إحدى صفات الصحابة والتابعين في رمضان، وفي ذلك يقول أبو السوار العدوي رحمه الله -: "كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده إن وجد من يأكل معه أكل وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه. كان ابن عمر من أكثر الناس اقتداءً بسيرة النبي محمد، ومن أكثرهم تتبعا لآثاره، كما كان قبلة لطُلاّب الحديث والفتاوى في المدينةالمنورة على الرغم من كونه من صغار الصحابة، وعُرف عنه سخائه في الصدقات، والزهد في الدنيا.