كتبت:نيفين العوضي كان رسول الله أجود الناس, وكان أجود مايكون في رمضان, وكان أجود بالخير من الريح المرسلة, وقال صلي الله عليه وسلم: أفضل الصدقة, صدقة في رمضان, أخرجه الترمذي عن أنس. روي زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: أمرنا رسول الله أن نتصدق ووافق مال عندي, فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما, قال فجئت بنصف مالي, فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك, قال: فقلت مثله, وأتي أبو بكر بكل ما عنده فقال رسول الله: صلي الله عليه وسلم ما أبقيت لهم؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله, قلت لا أسابقك الي شيء أبدا. وعن طلحة بن يحيي بن طلحة, قال: حدثتني جدتي سعدي بنت عوف المرية, وكانت محل إزار طلحة بن عبيد الله قالت: دخلت علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس فقلت: مالي أراك كالح الوجه؟ وقلت: ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك؟ قال: لا, ولنعم حليلة المرء المسلم أنت. قلت: فما شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وأكربني, قلت: ما عليك, اقسمه, قالت: فقسمه حتي ما بقي منه درهم واحد, قال طلحة بن يحيي: فسألت خازن طلحة كم كان المال؟ قال: أربعمائة الف. وللصدقه صور كثيرة منها أ إطعام الطعام: قال الله تعالي:{ ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا. وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا}( الانسان:8 12) فقد كان السلف الصالح يحرصون علي إطعام الطعام ويقدمونه علي كثير من العبادات. سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح, فلا يشترط في المطعم الفقر. قال رسول الله: يا أيها الناس أفشوا السلام, وأطعموا الطعام, وصلوا الأرحام, وصلوا بالليل والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني وقد قال بعض السلف لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاما يشتهونه أحب الي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل. وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما, وداود الطائي ومالك بن دينار, وأحمد بن حنبل, وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامي والمساكين, وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة. وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم.. منهم الحسن وابن المبارك. قال أبو السوار العدوي:( كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد, ما أفطر أحد منهم علي طعام قط وحده, إن وجد من يأكل معه أكل, وإلا أخرج طعامه الي المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه). وعبادة إطعام الطعام, ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب الي الذين أطعمتهم فيكون ذلك سببا في دخول الجنه: لن تدخلو الجنة حتي تؤمنوا ولن تؤمنوا حتي تحابوا.