صدر مؤخرا عن سلسلة تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب والوثائق القومية الطبعة الثالثة من كتاب "رائد الفكر العربى الإمام محمد عبده". الكتاب من تأليف أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة الدكتور "أمين عثمان" ويقع فى 328 صفحة من القطع المتوسط، وصدرت طبعته الأولى عام 1955، بمناسبة الاحتفاء بمرور 40 عامًا على رحيل الإمام محمد عبده، وتم طباعته مرة أخرى عام 1964، وهذه هى الطبعة الثالثة. كانت البداية بقيام أحد التلاميذ النابهين الأوفياء للإمام "محمد عبده"، وهو الشيخ "مصطفى عبد الرازق"، شيخ الأزهر وأستاذ الفلسفة الإسلامية بالجامعة المصرية، بتوجيه أحد تلاميذه وهو "أمين عثمان"، والذى أوفد فى بعثة دراسية إلى "جامعة السوربون" الفرنسية، لنيل درجة الدكتوراة، لدراسة فكر محمد عبده الدينى والفلسفى. ويحتوى الكتاب على أربعة أبواب رئيسية تحتوى على مجموعة من الفصول التى توضح حياة الإمام من الميلاد وحتى الوفاة، وكذلك تستعرض آراءه فى شتى نواحى الحياة، والتى كانت بمثابة صدمة للبعض فى ذلك الوقت، ودوره فى الدفاع عن استقلال مصر، وتم تزيل الدراسة بمجموعة مختارة من مأثورات محمد عبده. والمؤلف استطاع أن يستوعب دراسات نخبة من العلماء السابقين لسيرة الإمام وفكره، وخص بالذكر منهم "هرتن" و"جولدتيسهر" و"مصطفى عبد الرازق" و"تشارلز أدمس"، واسترشد برأى أستاذه "لالاند"، الذى كان يرى فى محمد عبده" فيلسوفًا حقًا، وعكف على مختلف المصادر وأستوفى النظر فى كثير من المراسلات والوثائق وعلى دروس الإمام وأحاديثه. لذا يعد الكتاب درة فريدة فى عقد المؤلفات الصادرة فى ذات الموضوع، وحق للشيخ مصطفى عبد الرازق؛ أن يصفه فى تقديمه بأنه "تحية الجيل الجديد من العلماء لمعلم الجيل القديم، وهى تحية تتأرج بالحب والوفاء".
