في الفترة الأخيرة انتشر بقرى محافظة بني سويف مصانع الألبان ومراكز للتجميع «تحت بير السلم» بالإضافة لمعامل الألبان غير المرخصة التي تعمل بدون أدنى رقابة تضمن أمن وسلامة الصحة العامة للمواطن. واستغلت هذه المصانع ضعف رقابة الحكومة لتتاجر في صحة الغلابة من أجل المكسب، وباتت سلامة المواطن المصرى آخر هموم المسئولين، حتى بات انتشار الألبان الفاسدة والمغشوشة أمر طبيعى بقرى ومدن المحافظة. ضعف الرقابة يقول سمير على، مهندس زراعي: إن مصانع الألبان والمعامل غير المرخصة استغلت ضعف رقابة الحكومة لتتاجر في الصحة العامة من أجل المكسب، وباتت صحة وسلامة المواطن المصرى آخر هموم المسئولين، مطالبًا بمساءلة الأجهزة المعنية حول كيفية انتشار تلك المعامل غير المرخصة. وطالب بتشديد العقوبة على مرتكبي جرائم الأغذية الفاسدة، وضرورة محاسبة مفتشى الصحة وجهاز حماية المستهلك، نتيجة الإهمال في الرقابة وتواطئهم مع التجار لتجاهل نشاط تلك المعامل والمصانع، مناشدًا وكيل وزارة الصحة بالمحافظة ورئيس مباحث التموين بسرعة إغلاق جميع المصانع والمعامل غير المرخصة وغير المطابقة للمواصفات. التسمم الغذائي وقال محمد على، موظف: إنه يوجد ببني سويف المئات من معامل الألبان غير المرخصة والتي تعمل بدون أدنى رقابة تضمن أمن وسلامة الصحة العامة للمواطن. ولفت إلى أن الأطعمة الفاسدة وعلى رأسها الألبان تسببت في انتشار حالات التسمم الغذائي الناتج عن بكتيريا الأغذية، وتلوث الجهاز الهضمي وحالات الجفاف الحادة أو الإصابة بالإسهال المصاحب للدم، وتصل خطورة الأعراض في بعض الأحيان لتؤدى للوفاة نتيجة التسمم الغذائي. الألبان الطبيعية وقال الدكتور ناصر زيان، أستاذ علوم وتكنولوجيا الألبان: إن الألبان الطبيعية التي نشتريها من الأماكن الموثوقة لا غبار عليها ولكن يجب الحرص من خلال التأكد من مصدرها لافتًا إلى أنه يكون هناك تخوف من مصانع الألبان حال تعرضهم للإغلاق في حالة وجود أي غش بالألبان. وأضاف: المشكلة تكمن في الشركات ومصانع بير السلم أو المعامل الصغيرة لإنتاج الألبان أو التجار «السريحة» الذين يمرون داخل المناطق المختلفة والذين يكثر وجودهم داخل مراكز وقري المحافظة، فمن الممكن أن يلجئون إلى استخدام المواد الحافظة مثل الفورمالين وماء الأكسجين أيضا حتى لا يتلف اللبن، وهو ما يعرض صحة المواطن للخطر في تلك الحالة. الألبان المُعلبة وأشار إلى أنه يمكن لربة الأسرة التأكد من جودة اللبن من خلال عمل زبادي منه فإذا تم عمل زبادي فهو لبن جيد وإذا لم يتم عمل زبادي فيحتوي اللبن هنا على مواد حافظة، محذرًا من الشراء من الباعة السريحة. كما حذر من من شراء الألبان من المصادر غير الموثوقة أو غير المعروفة مع ضرورة التأكد من مصدره لأنه قد يكون اللبن به شوائب وعيوب نتيجة فساده، ناصحًا بتناول الألبان المعلبة إذا ما كانت تلك الألبان بها صلاحية ومن مكان موثوق إضافة إلى ضرورة ألا يكون مضى على تصنيع اللبن أكثر من 3 أيام حتى لا يكون تأثر بعوامل البيئة مثل الحرارة والابتعاد عن العلبة إذا كانت منفوخة. رقابة الصحة من جانبه أكد الدكتور عبد الناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة ببني سويف، أن المديرية تشن حملات دورية على تلك المراكز والمصانع، باعتبارها أحد المصادر التي تقدم مواد غذائية للمواطنين، وتخضع لرقابة وزارة الصحة مثل أي منشأة تقدم مأكولات أو مشروبات. وأضاف لكن دورنا الرقابي هدفه التأكد من التزام تلك المنشأة بالمعايير والاشتراطات الصحية، سواء للقائمين على تصنيع المنتج أو بيعه كالتأكد من «وجود شهادات صحية تفيد بخلوهم من الأمراض»، أو فحص معدات ومستلزمات التصنيع والتعبئة والتخزين والصلاحية رقابة وفحص المنتج ذاته، فحصًا ظاهريًا أو بأخذ عينة لتحليلها. 4 أطنان مجهول المصدر وأشار وكيل وزارة الصحة إلى أن حملات المديرية تتم دائمًا بالتنسيق والتعاون مع مباحث التموين والوحدات المحلية المختصة بالجانب الإداري كالتراخيص وغيرها. وأسفرت آخر تلك الحملات عن ضبط 4 أطنان ألبان مجهول المصدر ومركز لتجميع الألبان وتصنيع الجبنة الموتزاريلا بقرية الزرابي، المصدر فتم التحفظ على الكمية وأخذ عينة للتحليل لبيان مدى صلاحية اللبن من عدمه، كما تم تحرير محضر ضد مدير المنشأة لإدارة مصنع بدون ترخيص وحيازته نصف طن ألبان مجهول المصدر، ونصف طن جبنة موتزاريلا مجهول البيانات، مشيرًا إلى أن مثل هذه الحملات تتم بصفة دورية بجميع مراكز وقرى المحافظة.