شهدت منطقة سيجر بطنطا مصرع مواطن وإصابة ثلاثة آخرين؛ نتيجة تناول الأطعمة المعلبة، بعد تناولهم علبة «تونة» مسممة، وفي مدينة زفتى أصيب 9 أشخاص من عائلة واحدة بحالة من القيء والإغماء الشديدين؛ نتيجة تناولهم طعامًا معلبًا فاسدًا، أدى إلى إصابتهم بحالة من التسمم، فضلًا عن وقائع أخرى عديدة راحت ضحية فساد ضمير أصحاب تلك المصانع. وضبطت مباحث تموين الغربية مصنع عصائر وزبادي ومربات به 20 طنًّا من الفواكه التي يعلوها عفن أسود ومختلفة في خواصها وطريقة التصنيع وتعبئتها، كما تمت مصادرة 3 أطنان مانجو معبئة داخل شكائر بلاستيك دون بيانات و4 أطنان جوافة معبئة بشكائر بلاستيك و3.500 طن تين و1.500 طن لب بطاطة، يعلوها عفن أسود وأخضر ومتغيرة في خواصها الطبيعية وغير صالحة للاستهلاك الآدمي طبقًا لتقرير مفتش الأغذية المرافق للحملة، وتصنع دون سجل صناعي. وحرر عن ذلك المحضر رقم 13154. وأعلن الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن الأجهزة الرقابية ومباحث التموين تمكنت من ضبط 525 طنًّا من المنتجات الغذائية المعلبة، منها 980 ألف عبوة من العصائر المختلفة والزبادي، غير صالحة للاستخدام الآدمي. دفعت الكميات الهائلة التي يتم ضبطها يوميًّا المهندس محمود شحاتة، رئيس جمعية حماية المستهلك، إلى تدشين حملة شعبية تطالب بمنع تواجد منتجات مصانع كبرى بالأسواق المصرية، وتوعية المواطنين بحقيقة أمر تلك المصانع، مؤكدًا أن معظمها وحسب تقارير صحية ورقابية يستخدم مواد فاسدة ومسرطنة في تصنيع منتجاتها، سواء الألبان أو العصائر أو غيرها من منتجاتها المدمرة للإنسان، خاصة الأطفال، حيث تصيب الطفل بأخطر الأمراض. ودعا أبناء الوطن إلى الانضمام للحملة التي يتبناها لغلق تلك المصانع ومصادرة أموالها التي يتم جنيها على جثث الغلابة، لافتًا إلى أنه طبع منشورًا خاصًّا بالحملة وأهدافها، وتم توزيعه على تجار الجملة والسوبر ماركت، ودعاهم إلى منع انتشار السرطان ووقف توزيع منتجات المصانع القاتلة، بالإضافة إلى الشركات كافة، التي تم ضبط وقائع عديدة أثبتت استخدامها موادًّا سامة في التصنيع. وأكد أحد عمال مصنع مشهور «ج ل» رفض ذكر اسمه، أن هذا المصنع الشهير يستخدم فواكه فاسدة منها الجوافة في صناعة العصير، قائلًا "لو شفت الفاكهة تستحرم ترميها للفراخ من ريحتها النتنة، وطبعا لا يوجد أي إجراء قانوني ضد الشركة المالكة للمصنع أو الشركات المنافسة الأخرى «ج» التي تصنع زبادي وعصيرًا غير صالحة للاستخدام الآدمي؛ لسبب بسيط أن معظم الشركات مملوكة لرجال أعمال، مصالحهم مع المسؤولين أكبر بكثير من صحة الشعب، ومهما كان سعر العصير اللي بتشربه سواء ب 4 أو 5 جنيهات أو حتى بتشربه في مكان نضيف مطعم أو كافيه وبتدفع فيه 40 أو 50 جنيهًا أيضًا مصنوع من فاكهة غير صالحة للاستخدام؛ لأن الفاكهة تأتي المصنع في كونتنرات أغلبها فاسدة ومَضروبة، وتضاف عليها مكسبات طعم ومواد حافظة، يعني مش مجرد بتفقد قيمتها الغذائية، بتكون مُضره كمان للإنسان، والأفضل تجنب تلك العصائر الضارة والاعتماد على تصنيعها داخل بيوتنا وبأيدينا تجنبًا لتلك الأضرار". صحيًّا أوضح الدكتور عبد المجيد حسن عتلم، أستاذ الصحة العامة وطب المجتمع بكلية طب طنطا، أن كثيرًا من المواد الغذائية المعلبة تفقد قيمتها الغذائية بتأثير عدة عوامل، في مقدمتها الحرارة العالية المستخدمة في التعقيم، ومن المعروف أن تعقيم المواد الغذائية المعلبة يستلزم تعريض العلبة والمادة الغذائية بداخلها إلى درجات حرارة عالية تصل أحيانًا إلى أكثر من 150 درجة مئوية، مؤكدًا أن المواد الكيميائية المستخدمة في طلاء العلب المعدنية من الداخل مثل «البيسفينول» و«البيسفينول ا» تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، خاصة سرطانات الرحم والثدى والمهبل، كما أن الأغذية المعلبة تفقد ما يتراوح بين 40 70% من الفيتامينات. وعن حالات الإصابة المتعددة الناتجة عن تسمم التونة، قال: إن ذلك يرجع إلى زيادة معدلات مادة الزئبق في علب التونة، تلك المادة التي تعتبر القاتل الصامت، والتى ينتج منها تسمم سمك التونة، مما يؤدي إلى وفاة الأشخاص في الحال عقب تناولهم معلبات التونة، ويجب الابتعاد نهائيًّا عن تناول التونة رخيصة الثمن ومجهولة المصدر، وذلك لضعف جودتها الإنتاجية. وأضاف عتلم: رغم أن غسل الأغذية المعلبة قبل تناولها قد يفقدها بعضًا من مذاقها ورائحتها، إلَّا أنه ينصح بذلك دائمًا، حيث يساعد على التخلص من جانب من المواد الحافظة المضافة إليها، وعند شراء العلبة يجب التأكد من عدم وجود أي انتفاخ في غطاء العلبة، فهذا الانتفاخ قد يكون لأسباب جرثومية؛ مثل تلوث المادة الغذائية ببعض البكتريا أو قد يكون كيماويًّا؛ بسبب تحطم مكونات المادة الغذائية نتيجة الحرارة العالية، أو بسبب تخزين المعلبات في أماكن حارة فترات طويلة أيضًا يجب التاكد من خلو الجدار الداخلي للعلبة من الصدأ عند الفتح. من جانبه أكد الدكتور سامي النحاس، وكيل وزارة التموين بالغربية، شن الحملات الرقابية على المصانع والأسواق بالتعاون مع مباحث التموين، وذلك للتصدي لأي ممارسات من شأنها الإضرار بصحة المواطن، والتشديد الرقابة على تداول السلع كافة، ومكافحة الغش التجاري والسلع مجهولة المصدر.