بيومى فؤاد.. قبل سنوات قليلة كان مرور اسمه على الآذان لا يحمل جديدًا.. مجرد اسم عادى بين ملايين الأسماء التي تمر على الذاكرة ولا تجد لها متسعًا في مساحة «التذكر».. ولكن، سنوات التجاهل لم تطل كثيرًا، ف«دور صغير» في مسرحية منحه مساحة كافية ل«إثبات الذات».. ومجموعة أدوار أخرى في أعمال سينمائية ودرامية، دفعت باسمه ل«صدارة المشهد» الكوميدي، وأصبح «عليه العين». تحدثنا معه عن تفاصيل بداياته في الوسط الفني، عدنا معه بالذاكرة لأيام «ترميم الآثار»، وحكاياته داخل وزارة الثقافة، ولم يخف «بيومي» في حواره الأسباب التي دفعته لأن يتم وضعه في قائمة «مقاطعو وسائل الإعلام»، وعن تلك الأسباب وحكايات أخرى كان الحوار التالي: رغم الشهرة الواسعة التي حققتها في غضون سنوات قليلة.. لكن يمكن القول إنك واحد من النجوم الذي يرفعون شعار «مالناش في الإعلام».. ما السر وراء هذا الأمر؟ بطبيعتى رجل عملى لا أحب أن أتحدث كثيرًا..أحب دائمًا أن تذهب طاقتى في عمل مفيد، كما أن المستقبل لا تتم صناعته بالكلام، لكنه يحتاج للعمل. لكن هناك من يؤكد أن الأعمال الفنية الكثيرة التي تشارك بها هي السبب الرئيسى وراء عدم وجود وقت كاف لديك للتواصل مع وسائل الإعلام.. تعقيبك؟ ليس لهذه الدرجة.. كل ما في الأمر أننى لا أريد أن يضيع من يدى دور أو فرصة، لذلك أقبل عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية التي تعرض عليّ حبًا في التمثيل والإبداع. حدثنا عن كواليس عملك في «رأس الغول» و»هي ودافينشي»؟ الحقيقة الفنان محمود هو عبد العزيز هو الذي رشحنى للعمل، وكنت سعيدًا جدًا بالوقوف أمام هذا الرجل «الجدع»، الذي يتمتع بكل الصفات الحسنة، أما خالد الصاوى فتربطنى به علاقة صداقة قوية منذ سنوات طويلة، وتلقيت منه اتصالًا هاتفيًا عرض عليّ خلاله دورًا في مسلسله «هي ودافينشي»... وبالفعل أبلغته موافقتي. هذا فيما يتعلق بالدراما.. ماذا عن مشاركاتك السينمائية؟ أواصل الآن تصوير فيلم «حملة فريزر» مع هشام ماجد، كما أشارك أيضًا في فيلم «طلق صناعي» مع حورية فرغلي، بالإضافة إلى فيلم «كنغر حبنا»، و«جحيم في الهند» مع محمد إمام، والفيلمان الأخيران من المقرر عرضهما خلال أيام. لو ابتعدنا قليلًا عن دائرة الأحداث والأعمال الجارية.. حدثنا قليلًا عن بداياتك الفنية؟ بدأت مشوارى في الفن على مسارح «الطليعة والهواة» وتحديدًا منذ المرحلة الجامعية، حتى عام 2001، لكننى لم أحقق نجاحًا ملموسًا وقتها، وأعتبر بدايتى الحقيقة عام 2006، عندما رشحنى صديقى المخرج عصام السيد في مسرحية «أهلًا بالبكوات»، هذا بجانب أنه أسند لى بعد ذلك عددًا من الأدوار الصغيرة، حتى بدأ الجمهور يعرف من هو بيومى فؤاد. وماذا كنت تعمل قبل دخولك عالم التمثيل؟ كنت أعمل أخصائى ترميم لوحات تشكيلية في وزارة الثقافة في عام 1992، وحاليًا أتولى رئاسة قسم الترميمات ومدير إدارة حماية حقوق الملكية الفكرية بوزارة الثقافة. وكيف توفق بين عملك في الوسط الفنى ووظيفتك داخل وزارة الثقافة؟ حصلت على إجازة من الوزارة بدون مرتب. ولو خيرت بين الفن وعملك اليومي.. ماذا ستختار؟ عندما عملت بالترميمات كنت أشعر أننى أقدم شيئًا لبلدى عن طريق ترميم لوحات ترجع عمرها للقرن التاسع عشر، والتي تبلغ قيمتها أكثر من مليون دولار، كما أننى كنت أشعر بحالة من الرضا النفسي، لكن بعد دخولى الفن شعرت أن الله كرمنى بالعمل في هذا المجال الذي عانيت سنوات كثيرة حتى أصل إليه، وإذا خيرت بينهما فلن أختار أحدهما لأنى أتعامل مع وظيفتى وعملى في الوسط الفنى كونهما أبنائي. هل مرت عليك ظروف صعبة في حياتك؟ « فيه ناس بتقول إن بيومى فؤاد اتبهدل في حياته كثيرًا، لكننى صبرت كثيرًا، والدنيا مبهدلتنيش مثلما ما يقولون»، وللعلم، من عام 2003 إلى 2006 كنت أواظب على الحضور يوميًا في المسرح من الرابعة عصرًا حتى السادسة صباحًا مع المخرج خالد جلال، وأنا متزوج وأعول وبيتى يحتاج لي، لكننى كنت أمتلك حلمًا وأريد أن أحققه. ومن أين كنت تنفق على أسرتك في هذا الوقت؟ الحمد لله.. «أنا ممشى بيتى كويس، وممكن نآكل في يوم عيش وجبنة، ولما ربنا يفرجها بعزمهم على كباب»، ولذلك حين أقرر الابتعاد عن التمثيل سأكون وقتها في أشد حالات الرضا عن حالي. بصراحة.. وسط النقد الهائل الذي تعرض له فيلم «عيال حريفة».. هل أنت راض عن دورك في هذا العمل؟ هذا الفيلم بالنسبة لى «وصمة»، لأننى غير راض عن هذا العمل من الأساس، ووافقت عليه «عشان خاطر أحمد السبكي، ومرضتش أكسفه» ولكن إذا عرض عليّ هذه النوعية من الأفلام مرة أخرى سأرفضها فورًا. مقاطعًا.. ولماذا وافقت على «أوشن 14» مع أنه من النوعية نفسها؟ «أوشن 14» رفضته من سنتين، وعندما جاء لى محمد السبكى ليقنعنى به، اشترطت عليه أن يقوم بتعديل السيناريو، وبالفعل استجاب لى هو والمخرج شادى الرملي، وأجريا التعديلات اللازمة على دوري في العمل. ماذا عن أجرك في الفيلم؟ رد ضاحكًا.. «هو السبكى بيدى فلوس لولاده أصلًا عشان آخد منه فلوس كتيرة»، وللعلم الوسط الفنى كله يعلم من هم السبكية، و«عارفين إنه ما بيدفعش فلوس كتير» وأعماله الفنية معروفة أن إنتاجها قليل جدًا. أخيرا.. هل يمكن القول إن بيومى فؤاد لديه حالة من الرضا عن مشوراه الفني؟ الحمد لله.. لم أقدم في مشوارى الفنى الصغير أي دور لم ينل إعجاب الجمهور، وسعيد بردود الأفعال التي أتلقاها من الجمهور حين أسير في الشوارع.