يساعد والدته في إدارة «فرشة كتب» في العتبة.. ويشارك ب«كتب سور الأزبكية» لم تمنعه يداه الصغيرتان ولا سنواته القليلة من حمل أثقل المؤلفات والكتب العرببة.. طفل بعمر الزهر تجده يتوسط سور الأزبكية بمعرض القاهرة للكتاب، يعلو صوته على جميع البائعين رغم هزالة أحباله الصوتية التي مازالت تخطو أولى خطواتها. أحمد صاحب السنوات السبع.. يرتاد معرض الكتاب سنويًا برفقه والدته وجدته اللتين تمتلكان مكتبة بحي العتبة، وتشاركان ب "فرشة" صغيرة لبيع الكتب في السور خلال أيام المعرض.. لتغنيهم تلك الكتب والمؤلفات عن طلب العون في المعيشة.."أحمد" أوضح أنه يأتي إلى المعرض منذ أن كان في مهده، ويرى فيه المكان الأمثل لكسب الرزق، هذا بجانب أن الكتاب رفيقه اليومي الذي اعتاد مصاحبته، ليستغنى بكلماته ونصوصه عن الرفقة الزائلة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن قراءة الكتب الموجودة في مكتبتهم استطاعت أن تزيد من عمره الصغير وتجعل منه رجلا في السابعة.. ينادي على الكتب بأعلى صوته "اتفضلي يامدام.. قرب ياباشا" فترى في عينيه لمعة تجذبك إليه لتشتري مما لديه، وبعد ساعات عمل طويلة يقضيها أحمد في الوقوف على قدميه، تراه يأخذ جسده الضئيل ويتكور به في إحدى الزوايا، ويخرج من جعبته "لقيمات الطعام" ليأكلها في صمت ويتأمل بعينيه حركة البيع وازدحام العامة.