يجذبك شكل الكتاب وطباعته الفاخرة التى تعتقد معها أنه تكلّف كثيراً بالتوازى مع اسم مؤلفه، تسأل عن سعره فيصدمك الرد.. 15 جنيهاً فقط؟! فتكتشف بعد لحظات أنه من الكتب المزوّرة التى يمتلئ بها «سور الأزبكية» فى معرض الكتاب. لم يدهشه وجود كتب مزوّرة فى المعرض، فهو أحد بائعيها، ويرى أن الزبون يفضِّل الكتاب الأرخص ثمناً حتى لو لم يكن أصلياً.. عصمت محمد صاحب فرشة فى «سور الأزبكية» فى المعرض، قال: «إذا خيّرنا الزبون بين شراء كتاب قديم وكتاب حديث مزوّر لنفس المؤلف، سيختار الحديث، ليس فقط لأنه جديد، ولكن لأنه سيكون أرخص من الكتاب القديم الذى يكون أغلى بسبب تكاليف تجديده». وحسب «سالم» فإن بداية الكتب المزوّرة كانت من خلال كتب الرياضيات والقواميس، فى منتصف الثمانينات، وبسبب أسعارها المرتفعة التى قد لا تناسب ميزانية الأسرة المصرية، فكان بعض الباعة يلجأون إلى تزويرها، معلقاً «إحنا بالكتب المزوّرة حلينا مشكلة الكتب الغالية والشاحة من السوق». عدم شعوره بالذنب يرجع إلى أن «الحكومة لا تراعيه أو تراعى ظروفه»، فتحوُّل سور الأزبكية بالعتبة إلى سوق شعبية، منع دخول الزبائن المحترمة أو الأجانب إليه، وهو ما سبّب له ولغيره خسائر كبيرة. «عنوان معرض الكتاب هذا العام هو الكتب المزوّرة».. كلمات علّق بها محمد سعد مدير المبيعات بدار «نهضة مصر»، على واقعة انتشار الكتب المزوّرة، وروى أنه شاهد فرشة يباع عليها كتاب «سر المعبد» للكاتب ثروت الخرباوى، لكنه مزوّر وبنصف الثمن، وعندما استدعى الشرطة قال له الضابط بالحرف «لا أستطيع فعل شىء سوى عمل محضر»، ليتساءل «سعد» مستنكراً «أين رقابة الدولة على هؤلاء؟ وماذا أفعل أمام سارقين لا يعترفون بحقوق الملكية الفكرية للكاتب ولا حق القارئ فى قراءة راقية؟! للأسف نحن لم نصل فى مصر بعد إلى الاعتراف بقيمة الكتاب».