بمجرد اعلان إنشاء جمعية الأدباء بالقاهرة كتب أحمد بهاء الدين فى مجلة روز اليوسف عام 1965 يطالب بخروج الأدب المصرى من نظامه الذى انحصر فيه سنوات طويلة إلى النطاق العالمى ليخرج خارج الحدود ووضع بهاء فى مقاله اقتراحا للخروج بالأدب إلى العالمية أن ترشح الجمعية من ترى أنهم أكثر استحقاقا من أدبآء مصر لجائزة نوبل العالمية. واقترح بهاء الدين ترشيح د.طه حسين والكاتب توفيق الحكيم مستعرضا دور المرشحين فى الأدب فالدكتور طه حسين هو الذى قاد الحركة الفكرية فى مصر فى الفترة التى تلت ثورة 19 لتنطلق بعدها نقلة مصر بوضع دستور 23 واندلاع ثورة اقتصادية تمثلت فى بنك مصر إلى جانب وثبة أدبية كان طه حسين خير معبر عنها فتعرض للفصل من الجامعة ثم السجن والهجرة من مصر، كما تزعم الحركة التى جعلت التعليم مطلب أساس كالخبز والحرية مشيرا إلى أن د.حسين هو أعظم من أثر فولكنر بأمريكا ومورياك فى فرنسا والإكسينس الذى نال جائزة نوبل عام 1955 فى أيرلندا. أما توفيق الحكيم فقد ألف أكثر من أربعين رواية ومسرحية وقدم تجربة جريئة فى القصة والمسرحية غير مسبوقة فى الأدب العربى من قبل ومنها مسرحية شهر زاد التى عرضت مترجمة على المسرح فى باريس عدة ليالى وعدة مرات. وبمجرد صدور هذا المقال لأحمد بهاء الدين ارسل توفيق الحكيم مقالا لمجلة روزاليوسف يرد فيه على ترشح بهاء له وطه حسين بجائزة نوبل ويقول في رسالته «إن ترشيحى جآء استنادا إلى الروايات والكتب والمسرحيات التى ترجمت ونشرت باللغات الأجنبية ولكنى أطلب احجامى عن الترشيح لسبب واحد وهو اننى لم أحب أن يكون ترشيحى عائقا لترشيح ونجاح صديق هو د.طه حسين لان ما يمتاز به طه حسين فوق مكانته الأدبية صفة أخرى نادرة هى الرمز الذى يدل على أن الانسان بشجاعته وعزمه يستطيع أن يتخطى العوائق فيبدد بيده الظلام المضروب حوله وينهض لينشر النور أينما يسير ولأن الأوروبيون لا زالوا حتى الآن ينظرون إلينا بغريزة الحروب الصليبية ولولا هذا الاحساس الكامن والبغض الدفين لمحوا الجاءة بلا تردد لمثل هذا المعنى الانسانى الرائع د.طه حسين من أجل هذا كله لم أقبل الترشيح ولن أقبله إلا إذا اتضح أن ترشيح اثنين يزيد فرصة فوز الأول وأن ترشيحى لا يعوق ترشيح د. حسين بل يعين على نجاحه وإن المهم هو التعاون على انجاح الهدف العام.