شابات، جذابات، متعلمات جيدًا ومدربات عسكريًا، ووريثات العروش الملكية الأوروبية من الجيل Z يعملن على تحديث الممالك العتيقة فى أوروبا، ففى عام 2025، وبينما لا تزال التيجان الماسية جزءًا أساسيًا من شخصية الأميرة، تغيرت الأمور بعدما استبدلن التيجان ب «البريه» العسكرية والتحقن بالخدمة فى جيوش بلادهن ليختلط ذوات الدم الأزرق مع أقرانهن من عامة الشعب، وباتت صداقتهن مع أشخاص عاديين أمرًا شائعًا. وجاء التغيير الأكبر بعد اعتماد العديد من الدول الأوروبية الآن قواعد البكورية المطلقة - أى أن المولود الأول، سواء كان ذكرًا أو أنثى، لوراثة العرش - والآن أصبحت فرصة الأميرات أكبر كثيرًا ليصبحن ملكات، بما يبشر بتولى جيل جديد من الأميرات القويات لمقاليد الحكم فى بلادهن خلال العقود المقبلة.
السويد بدأت الأميرة فيكتوريا، ولية عهد السويد، رسميًا تدريبها العسكرى الخاص، «لتعزيز التزامها بالقوات المسلحة، ولتعميق فهمها للتكتيكات والعلوم والاستراتيجيات العسكرية «هذا التدريب جزء من سعى ولية العهد لتوسيع مداركها باستمرار استعدادًا لمهمتها المستقبلية كملكة». لم تخف الأميرة فيكتوريا حماسها لمواصلة تعليمها العسكرى فى أكاديمية الدفاع النرويجية لإجادة التكتيكات والعلوم والاستراتيجية العسكرية، وقيادة الدبابات، وهى دورة مُصممة لحاملى الشهادات الأكاديمية، وتركز على الجانبين النظرى والتطبيقى. من التقاليد الملكية التاريخية أن يكتسب الورثة خبرة عسكرية قبل اعتلائهم العرش، وقد شاركت الأميرة فيكتوريا فى أكثر من تدريب عسكرى أساسى فى المركز الدولى للقوات المسلحة السويدية. بلجيكا وريثة العرش للملك فيليب، الأميرة إليزابيث ستدخل التاريخ البلجيكى بوصولها إلى العرش كأول ملكة حاكمة للبلاد، والتى اضطرت إليزابيث أيضًا إلى الخضوع لتدريب عسكرى، وهى تتقن اللغات الهولندية والفرنسية والألمانية والإنجليزية، ولكن على الرغم من بدء دراستها فى بروكسل، إلا أنها أكملت شهادة البكالوريا الدولية فى ويلز كطالبة فى كلية أتلانتيك الراقية، حيث تجذب هذه المدرسة الداخلية مجموعة متنوعة من الطلاب الدوليين الأثرياء، وقد لُقبت ب«هوجوارتس الهيبية». هذه الطالبة المجتهدة - التى درست أيضًا فى كلية لينكولن بجامعة أكسفورد - تدرس الآن فى جامعة هارفارد «ماجستير» لمدة عامين فى السياسات العامة، ومع ذلك، أبقت لقبها سرًا، وتُعرف أحيانًا باسم «إليزابيث فإن بيلجى» أو «إليزابيث دى ساكس كوبورج» أثناء دراستها فى أكسفورد. ويوضح الكولونيل تييرى بيرين، الرئيس السابق للتدريب فى الأكاديمية العسكرية الملكية البلجيكية، أن إليزابيث تلقت تدريبًا عسكريًا لمدة عام واحد تعلمت خلاله قراءة الخرائط، وإطلاق النار، والمبيت المؤقت، والتدريبات التكتيكية، دون أن تحظى بمعاملة تفضيلية، فمعسكرات إلسنبورن (إحدى الأكاديميات العسكرية البلجيكية) مكثفة. ليس بهدف تحويلها إلى رامبو، ولكن لكى تتعلم فنون القيادة». من جهته أجرى روبرت هازل أستاذٌ فى علوم الحكومة والدستور بقسم العلوم السياسية بجامعة كلية لندن، دراسةً مقارنةً للأنظمة الملكية فى أوروبا، والذى أكد لصحيفة التلجراف: «لقد أدهشنى بشكلٍ خاص مدى جدية وشمولية تعليم وتدريب الملوك الأوروبيين مقارنةً بنظرائهم فى المملكة المتحدة، وعادةً ما يلتحق أفراد العائلات المالكة الأوروبية بالجامعة ليس فقط للحصول على درجة البكالوريوس، بل أيضًا للحصول على درجة الماجستير. وغالبًا ما يكون ذلك فى مجال مثل العلاقات الدولية. هولندا على عكس بلجيكا، لن يكون تولى امرأة العرش أمرًا غريبًا على هولندا عندما تخلف كاثرينا أماليا والدها الملك ويليم ألكسندر، حيث حكمت ثلاث ملكات هولندا على التوالى منذ عام 1890 إلى عام 2013، عندما تنازلت جدة كاثرينا أماليا، الملكة بياتريكس، عن العرش. قضت كاثرينا أماليا معظم سنوات تكوينها فى هولندا، حيث تلقت تعليمها فى مدرسة ابتدائية حكومية، ثم التحقت بمدرسة كريستيليك جيمنازيوم سورجفليت المستقلة المرموقة فى لاهاى. فى عام 2022، وبدأت دراستها للحصول على شهادة فى السياسة وعلم النفس والقانون والاقتصاد. حظيت الأميرة بإشادة لرفضها مخصصاتها السنوية التى ترعاها الدولة حتى تتولى منصبها الحكومي كاملًا. وفى رسالة مكتوبة بخط اليد إلى رئيس الوزراء الهولندى مارك روته، كتبت: «فى 7 ديسمبر 2021، سأبلغ الثامنة عشرة من عمرى، ووفقًا للقانون، سأتلقى مخصصًا. أجد هذا الأمر مزعجًا مادمت لا أدفع أى شيء مقابله، فى حين أن الطلاب الآخرين يواجهون صعوبة أكبر، لا سيما فى ظل جائحة كورونا». وأعلنت كاثرينا أماليا أنها ستبدأ فى استخدام مخصصاتها السنوية البالغة 1.4 مليون جنيه إسترلينى لتغطية نفقات الموظفين والتشغيل. وعلى عكس النظام الملكى البريطانى القائم على مبدأ «لا تشكو، لا تشرح»، فإن النظام الملكى الهولندى أكثر مرونة. وبالتالى، فإن أفكار كاثرينا أماليا ومشاعرها تجاه العالم معروفة بشكل أفضل. فى هولندا، يجب على أفراد العائلة المالكة الحصول على موافقة البرلمان عند اختيارهم الزواج وإلا سيُخاطرون بفقدان مكانتهم فى ترتيب الخلافة، وانضمت كاثرينا أماليا مؤخرا إلى الحياة العسكرية، هى تتلقى تدريبات مكثفة عن الحرب الإليكترونية واستخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة وفن التمويه. النرويج على عكس أميرات الجيل Z الأخريات فى أوروبا، فإن الأميرة إنجريد ألكسندرا ليست التالية فى ترتيب الخلافة، ولن تتولى العرش إلا بعد جدها الملك هارالد الخامس ووالدها ولى العهد هاكون. ومع ذلك، لا يزال على عاتقها عبء ثقيل من المسئولية، إذ وصفتها بعض وسائل الإعلام النرويجية بأنها «الأمل الأخير» للعائلة المالكة التى تورطت فى سلسلة من الفضائح. بدأت إنجريد ألكسندرا تعليمها فى مدرسة ابتدائية حكومية فى أوسلو. وفى طفولتها، كانت تُرى كثيرًا وهى تذهب إلى المدرسة سيرًا على الأقدام وتخرج فى نزهات مدرسية، ثم التحقت بمدرسة خاصة لفترة، لتعلم اللغة الإنجليزية فى مدرسة أوسلو الدولية، لكنها عادت بعد ذلك إلى المدرسة الحكومية. ورغم أن الخدمة العسكرية إلزامية فى النرويج، إلا أنه لايتم اختيار سوى 17 % فقط من الشباب البالغين من العمر 19 عامًا والمجندين للخدمة العسكرية، مما يجعلها ذات مكانة مرموقة للغاية. وليس من المستغرب أن يتم قبول إنجريد ألكسندرا، على خطى والدها، فى يناير 2025 بعد التدريب، خدمت كمدفعية على مركبة قتال مشاة CV-90، وأعلن البلاط الملكى أن إنجريد ألكسندرا ستمدد خدمتها العسكرية إلى 15 شهرًا بدلًا من 12 شهرًا. وكغيرها من أفراد العائلة المالكة الشابات، تحدثت إنجريد ألكسندرا عن التزامها بالقضايا البيئية، بما فى ذلك تغير المناخ والنفايات البلاستيكية. وهى أيضًا رياضية شغوفة، حيث فازت بالميدالية الذهبية فى بطولة النرويج لركوب الأمواج للناشئين وتمارس رياضة الكيك بوكسينج. إسبانيا تتلقى الأميرة ليونور ولية عهد إسبانيا حاليا المزيد من التدريبات العسكرية التى بدأتها فور انتهائها من المرحلة الثانوية وفى تدريباتها المتقدمة تحمل سلاحًا ناريًا فى الماء، مرتدية زيها العسكرى، وأُعلن عن حصول ليونور على سيف الضابط مع 560 طالبًا آخر. تحدثت ليونور عن دخولها مرحلة جديدة فى حياتها. وفى كلمتها، قالت «لقد أنهيتُ للتو دراستى الثانوية، وأنا على وشك بدء مرحلة جديدة بفترة تدريب عسكرى. وبغض النظر عن مسئوليتى، أنا سعيدة لأننى أدرك مدى تقدير الإسبان لقواتنا المسلحة». الحالات السابقة تكشف أن توجه الأسر المالكة فى أوروبا نحو تدريب الأميرات عسكريًا وضمن أسلحة شاقة، يعكس رغبة هذه الممالك فى مواكبة العصر وضمان بقاء عروشهم مستقرة لفترات طويلة.