السماوى يتوج بكأس الأميرة السمراء بيراميدز يخلع ثوب الطموح ويرتدى رداء الأبطال

نجح نادى بيراميدز، فى غرس أنيابه ومخالبه فى كل منافسى القارة السمراء، رافضًا فكرة التمثيل المشرف، أو الوصول لخط النهاية دون قص الشريط، حين صال وجال فى الأدغال الإفريقية آكلًا الأخضر واليابس حتى وضع بنفسه كلمة النهاية السعيدة، لبطل جديد حديث العهد فى التاريخ، لكنه عتيد فى المنافسة يضم بين صفوفه كوكبة من النجوم ذوى الخبرات، قوته المالية جعلت الحاضر ملك يده، والمستقبل مرسوم أمامه للتواجد بين كبار اللعبة.

صنعها السماوى، بحصوله على اللقب الأغلى والأعرق بالقارة السمراء، حين عافر وقاوم كل العوامل الجغرافية، صلد وصلب أمام أندية عريقة فى اللعبة، ليتفوق ويفوز ويصعد على منصة التتويج كونه بطل دورى أبطال إفريقيا لعام 2025، عن جدارة واستحقاق، حين زاح من طريقه فى «الفاينال» ندًا قويًا بطل جنوب إفريقيا فريق صن داونز، حين نجح فى خطف التعادل الثمين فى اللحظات الأخيرة من مباراة الذهاب، ثم يحقق الأفضل بتحقيقه فوزًا غاليًا ومهمًا على أرضه ووسط جمهوره بهدفين مقابل هدف، ليفوز بالكأس الأولى له فى تاريخه قاريًا، والثانى فى طريقه نحو جمع الألقاب والبطولات، بعد حصوله على كأس مصر، فى نسخته الأخيرة.
رحلة التتويج
بتتويج بيراميدز، بلقب مسابقة دورى أبطال إفريقيا أصبح رابع ناد مصرى يتوج بلقب دورى الأبطال بعد الأهلى، صاحب السيادة الإفريقية برصيد 12 لقبًا، ووصيف القارة الزمالك، والذى يملك فى جعبته 5 ألقاب، والإسماعيلى الرائد فى المحفل الدولى حين نجح فى قنص الكأس عام 1969.
ظهر فى الأفق اسم بيراميدز، عام 2018، بثوب جديد ولاعبين على مستوى جيد، ورغبة وطموح جامح لكن كان ينقصه فى مثلث النجاح عامل الجمهور، لكنه رفض أن ينظر لنصف الكوب الفارغ، وصارع ونافس.. كانت البطولات فى متناول اليد، فى كثير من الأوقات لكن سياسة النفس القصير كانت غالبة وحاضرة بقوة، حتى تمت إعادة هيكلة الفريق، وبات البحث عمن يضيف للفريق أكثر من البحث عن الأسماء الرنانة، لذلك تحولت شخصيته من الفريق الطموح إلى البطل، وبالفعل نجح فى الفوز بأول كأس بعد مرور 7 سنوات، حين حصد بطولة كأس مصر، فى النسخة الماضية، مع منافسة شرسة ودائمة حتى الرمق الأخير على لقب الدورى العام، وفقد الدرع، فى الأسابيع الأخيرة بفارق نقطتين عن البطل، ومازال أمامه فرصة ذهبية فى حصد كأس مصر للعام الثانى على التوالى، حين يتقابل مع الزمالك، فى نهائى كأس مصر.
هذا التتويج لا يمثل فقط قيمة رياضية هائلة، بل يترجم أيضًا إلى مكاسب مالية ضخمة ستعزز من قوة النادى وتخطيطاته المستقبلية لتمتد إلى فرص تسويقية واستثمارية، حيث أعلن الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «كاف»، عن الجوائز المالية الرسمية لبطولة دورى أبطال إفريقيا لموسم 2024-2025 والتى شهدت زيادات ملحوظة مقارنة بالنسخ السابقة، ويمنح الفائز بدورى أبطال إفريقيا جائزة مالية قدرها 4 ملايين دولار أمريكى ويمثل هذا المبلغ دفعة قوية لخزينة النادى ويساعد فى تغطية جزء كبير من نفقات الفريق الكبيرة وتطوير البنية التحتية كما يزيد من قيمة النادى التسويقية ويجذب المزيد من الرعاة والشركاء المحتملين ما يفتح أبوابا لمكاسب إضافية غير مباشرة.
كأس الإنتركونتيننتال
سيشارك فريق بيراميدز فى بطولة كأس إنتركونتيننتال التى من المقرر إقامتها نهاية العام الحالى، بمشاركة الأندية أبطال القارات، سيلتقى فريق بيراميدز مع أوكلاند سيتى النيوزيلندى فى مباراة الدور الأول بالقاهرة، فى موعد يُحدد من قبل الاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا لاحقًا، وحال تأهل بيراميدز، سيلاقى الأهلى السعودى فى دور ربع النهائى، وستقام المباراة فى السعودية، وإذا تأهل بيراميدز، سيلعب فى مباراة دور نصف النهائى أمام الفائز من ديربى الأمريكتين (بطل ليبرتادوريس وكروز أزول المكسيكى)، وحال التأهل إلى المباراة النهائية، سيلتقى مع باريس سان جيرمان الفرنسى بطل دورى أبطال أوروبا.
نبتة عمرها 7 سنوات
بلغ صافى إنفاق الفريق المصرى على الصفقات خلال المواسم السبع نحو 55 مليون يورو، جاء النصيب الأكبر منها خلال الموسم الأول من تغيير اسمه من الأسيوطى إلى بيراميدز موسم 2018/2019، حين أنفق النادى ما يعادل 41.1 مليون يورو على الصفقات، بحسب موقع ترانسفير ماركت، والجدير بالذكر أن هذا الموسم يعد أقل موسم انتقالات أنفق فيه النادى على الصفقات، بواقع 1.07 مليون يورو فقط، وهذا مؤشر قوى على الوعى الإدارى الذى يتبع هذا الموسم، تقنين التكاليف بالحد الذى يتناسب مع الفريق والبحث عن الكفاءات الفنية بغض النظر عن الأسماء الرنانة، ليحصد اللقب الأغلى فى موسم استثنائى.