د.الأحمدى أبو النور: يستحيل أن يبيح الإسلام الزواج لفتيات لم يبلغن الحلم د.رأفت عثمان:عائشة كانت مخطوبة قبل خطبتها للنبى آمنة نصير:أثرياء العرب والمتشددون يوظفون رواية مدسوسة لإشباع غرائزهم انتهت أزماتنا فى:الأمن،والوقود،ورغيف العيش،ولم يبق إلا تشريع قانون يبيح زواج القاصرات،هكذا أراد شيخ سلفى أن يفرض على الدستور الجديد المتعثر،مادة تبيح زواج القاصرات،دون قيود أو ضوابط،بدعوى أن الرسول الكريم،تزوج زوجته "عائشة"،وهى ابنة 9سنوات،على حد قولهم. ويرى كثير من السلفيون،ومعهم أثرياء العرب وعواجيز الخليج،فى هذه الرواية المزعومة،مدخلا لإشباع غرائزهم،على نحو،يظهر المتحدثين باسم الإسلام،والمدافعين عن لوائه فى صورة الباحثين عن الشهوة واللذة،تحت ستار متهتك من الإباحة المصطنعة! ويبقى السؤال:هل تزوج الرسول الكريم "عائشة"،وهى ابنة 9سنوات؟ تنبع أهمية طرح هذا الموضوع الآن،لأمرين،أولهما:الاقتراح الذى تقدم به أحدهم، لإدراج مادة فى الدستور الجديد، تبيح زواج القاصرات دون حد أدنى للسن،وثانيهما:أن كثيرا من الذين يستهويهم تجريح الإسلام سواء من الداخل أو الخارج،يتكئون على هذه الحادثة تحديدا،لينالوا من مقام الرسول الكريم،ويظهروه فى صورة " اللافت أنه فى سياق بحثنا وتنقيبنا فى الروايات الخاصة بزواج الرسول الكريم من السيدة عائشة،اكتشفنا أن هناك روايات أخرى تكذبها،وتدحضها،وتقول كلاما مغايرا تماما ويبدو أكثر منطقية وعقلانية.. أسانيد ضعيفة الدكتور محمد رأفت عثمان "عضو هيئة كبار العلماء" يقول معلقا على هذه القضية: المتأمل لروايات زواج الرسول من السيدة "عائشة"،وهى طفلة، يلمس فيها حالة نوع من الضعف والهوان فى سندها،ومن ثم قد تكون مكذوبة. لافتا إلى أن الرواية المنسوبة لعائشة من أنها قالت :"تزوَّجَنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لِستِّ سنين وبَنَى بى وأنا بنت تسع سنين"، ليست دقيقة، لأنها منقولة عن شخص واحد هو هشام بن عروة،وهو رجل ليس من الثقات فى رواية الأحاديث. متسائلا: كيف يكون عمر "عائشة" عند زواجها من الرسول بضع سنوات، بينما كانت مخطوبة قبل زواجها من النبى؟ واوضح أن من أنهى تلك الخطبة هو والد خطيبها الأول "مطعم بن عدى"، الذى خشى من أن يدخل ابنه الإسلام لو تزوج مسلمة. وبين "عثمان" ان "عائشة"،كانت فى الرابعة من عمرها، عندما بعث الله النبى،صلى الله عليه وسلم ،وكانت شقيقتها "اسماء" تكبرها بعشر سنوات،والثابت تاريخيا،ان الرسول تزوجها بعد بعثته بعشر سنوات، ومن هنا فان عمر السيدة عائشة رضى الله عنها كان قد بلغ اربعة عشر عاما على الأقل،وهو الراجح،وإذا وضعنا فى الاعتبار أن طبيعة جسد الفتاة فى البادية وفى هذه الحقبة التاريخية،قد يكون مختلفا تماما عن حياتنا المعاصرة. رواية مدسوسة الدكتورة "آمنة نصير"، أستاذ العقيدة بجامعة الازهر،تجزم بأن مسألة زواج السيدة عائشة من الرسول الكريم،فى سن التاسعة، غير دقيقة. وأضافت :قام بعض العلماء بحساب عمر "عائشة "،مقارنة بأختها "أسماء" التى كانت تكبرها بعشر سنوات ،وكانت عائشة عندما بُعث النبى فى الرابعة من عمرها، و خطبها الرسول بعد مبعثه بعشرة أعوام، أى أن عمرها كان اربعة عشر عاما، وتزوجها فى سن الثامنة عشرة لأن الفرق بين البعثة والهجرة ثلاثة عشر عاما وقد تزوجها الرسول فى نهاية السنة الاولى من الهجرة. واستدلت "نصير" بما قاله ابن حجر فى كتابه "الإصابة فى معرفة الصحابة"، حين ذكر أن السيدة فاطمة بنت محمد وُلدت عام بناء الكعبة، وكان الرسول فى سن الخامسة والثلاثين وفاطمة أكبر من عائشة بخمس سنين، بما يعنى أن عائشة قد وُلدت فى عام بعثة النبى، التى استمرت فى مكة ثلاثة عشر عامًا، أى أن النبى دخل بعائشة فى المدينة وهى بنت خمسة عشر عامًا على الأقل،و فى السيرة أن أسماء بنت أبى بكر كانت أكبر من أختها عائشة بعشر سنوات، وكان عُمْر أسماء يوم هجرة الرسول للمدينة سبعة وعشرين عامًا، ما يعنى أن عائشة كان عمرها سبعة عشر عاما وتزوجها النبى فى العام الثانى من الهجرة أى وهى فى التاسعة عشرة من عمرها. وترى "نصير" ان الذين يحتجون بزواج الرسول من عائشة وهى طفلة،إنما هم قوم ضعاف النفوس،يبحثون عن إشباع غرائزهم بستار من الشرعية المتهتكة،لافتة إلى حضور أثرياء العرب،لقرى الجيزة،لالتهام فتيات فى عمر الزهور،مقابل عدة آلاف من الجنيهات،متوهمين أن ما يفعلونه "عين الصواب"!! ليست قرآناً الدكتور احمد كريمة ،الأستاذ بجامعة الازهر، يقطع بأن "عائشة"لم تكن طفلة،عندما بنى بها الرسول،بل كانت شابة. وأوضح أن السيدة عائشة، رضى الله عنها، لم تتزوج الرسول فى سن التاسعة لأن النبى صلى الله عليه وسلم تزوجها بعد البعثة النبوية وبعد الهجرة وقد كانت السيدة عائشة ولدت قبل الهجرة فى مكة . وقال: الروايات التى تزعم زواج الرسول من طفلة،ليست قرآنا،حتى تؤخذ على عواهنها،لافتا إلى أنها مدسوسة ولايمكن البناء عليها،ويستغلها عجائز العرب الأثرياء لإشباع غرائزهم. واوضح ان زواج القاصرات الصغيرات لايجوز شرعا بأى حال من الاحوال،سواء أباحه قانون أم لا. ووصف كريمة "زواج القاصرات" بأنه وأد للطفولة واهدار لكرامة الانسانية ولايرضاه عقل ولا يقره دين . ويدفع الدكتور مصطفى أبو عمار، أستاذ الحديث بجامعة الازهر، بأن الرسول خطب السيدة عائشة وهى طفلة،ولكنه بنى بها وهى فى الرابعة عشرة على الأقل,لافتا إلى أنها كانت مخطوبة،قبل خطبتها للنبى ،ما يعنى أنها كانت شبّت على الطوق،وليست طفلة صغيرة. تخاريف شيعية الدكتور الاحمدى ابو النور وزير الاوقاف الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء يرى ان الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة عائشة فى سن الثامنة عشرة وهو ثابت بالادلة من خلال الحسابات والأدلة والبراهين, وقال ان الاسلام يستحيل أن يبيح الزواج لفتيات لم يبلغن الحلم , لافتا الى ان شريعة الشيعة هى التى تقول بهذا وهذا امر لاتقبله فطرة او عقل سليم او رأى سديد . ويدفع "أبو النور" برواية لعائشة رضى الله عنها ، أخرجها البخارى فى باب "قوله: بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ"، عن عائشة قالت: لقد أُنزل على محمد بمكة، وإنى جارية ألعب "بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ"، والمعلوم أن سورة "القمر" نزلت فى السنة الخامسة من البعثة، وهو ما يعنى أن عائشة كانت وقتها فى الخامسة أو السادسة من عمرها،كما أن هناك رواية أخرى عن ابن هشام فى سيرته ،تقول: إن عائشة دخلت فى الإسلام قبل عمر بن الخطاب، فقد كانت العشرين أو الحادية والعشرين فى ترتيب الذين دخلوا الإسلام، بينما كان ترتيب عمر الأربعبن، أى أنها كانت واعية وبالغة وقت البعثة كى تدخل الإسلام ويُقبَل منها، وأيضا تسبق عُمَرَ الذى أسلم فى السنة الرابعة، كما تروى كتب السير، بما يعنى أنها وُلدت قبل البعثة حسب هذه الرواية. كما أن هناك روايات تؤكد أن عائشة كانت تبلغ مبلغ النساء عندما تزوجها النبي ،كما أن ابن حجر روى عن أبي نعيم أن أسماء، أخت عائشة الكبرى ، وُلدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، ما يعنى أن عائشة كانت تبلغ سبعة عشر عاما تقريبا حين الهجرة أي حين تزوجها النبى، لأن أسماء تكبر عائشة بعشر سنوات، كما أن ابن قتيبة قال: إن عائشة توفيت سنة ثمانى وخمسين وقد قاربت السبعين، وهذا يعني أنها كانت حين زواجها في عمر الثالثة عشرة تقريبا، وليس سبع أو تسع سنين.