افتتح "مؤتمر الإسلام ومحاربة الإرهاب" في مكةالمكرمة بالسعودية، الأحد، بدعوات للتصدي للإرهاب الذي يشوه الإسلام و"تصحيح المفاهيم المغلوطة" المرتبطة بالجهاد والتكفير في المدارس والجامعات. فالعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، طالب، في كلمة ألقاها الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكةالمكرمة، ب"تشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام". أما شيخ الأزهر، أحمد الطيب، فقد شن هجوما على التنظيمات المتشددة، وطالب الدول الإسلامية بمراجعة برامجها التعليمية ل"تصحيح المفاهيم المغلوطة" المرتبطة بالجهاد والتكفير في المدارس والجامعات. وقال الطيب في كلمته "أتمنى لو أن مقررًا دراسيًا في مدارسنا وجامعاتنا يُعْنَى عناية خاصة بتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة حول قضايا شغلت الأذهان والعقول، مثل قضية الجهاد وقضية التكفير وخطر الفرقة والتنازع". وأضاف: "ما لم نحكم السيطرة التعليمية والتربوية في مدارسنا وجامعاتنا على فوضى اللجوء إلى الحكم بالكفر والفسق على المسلمين، فإنه لا أمل في أن تستعيد هذه الأمة قوتها ووحدتها وأخوتها وقدرتها على التحضير ومواكبة الأمم المتقدمة". وشدد شيخ الأزهر على "الأثر المدمر لنزعة التكفير في تمزيق وحدة المسلمين، وما تثمره هذه النزعة المقيتة من أشواك الكراهية والأحقاد بين المسلمين، وما يترتب على ذلك من التشرذم والانقسامات". وشن هجوما عنيفا على التنظيمات المتشددة، من دون أن يسميها، داعيا "للتصدي لهذا البلاء الشديد الذي ابتليت به منطقتنا العربية، والمتمثل في جماعات العنف والإرهاب الغريبة عن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا وتاريخًا وحضارة". وبالعودة إلى كلمة العاهل السعودي، فقد أكد "أن هؤلاء الإرهابيين الضالين المضللين قد أعطوا الفرصة للمغرضين المتربصين بالإسلام.. أن يطعنوا في ديننا القويم الحنيف ويتهموا أتباعه الذين يربو عددهم عن المليار ونصف المليار بجرم هذا الفصيل السفيه الذي لا يمثل الإسلام من قريب أو بعيد". وأوضح الملك سلمان أنه دعا لعقد هذا المؤتمر "لتشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمين في العالم، وتدرأ خطره العظيم على كيان أمتنا الإسلامية بل على العالم أجمع، بوضع خطة إستراتيجية فاعلة نلتزم بها جميعا لمكافحة هذا الداء الوبال الذي هو صنيعة الفكر المتطرف لهؤلاء الجهال والعملاء".