تظاهرات كثيرة اندلعت فى ميادين مصر احتجاجاً على نتائج انتخابات الجولة الأولي، ليصبح الاختيار بين مرشحين أكثر تطرفاًَ، سواء دولة دينية أو ديكتاتورية تستنسخ النظام البائد، الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد تعود بذاكرتها إلى أيام الثورة الأولى حينما اقترح د.محمد البرادعى تشكيل مجلس رئاسى من قوى الثورة الحقيقية، لكن تم تجاهل هذا الطرح، إما لعدم فهمه واستيعابه أو لرؤيته المستقبل بصورة استشرافية، وسط اصرار كثيرين على اختيار ما يربك الطريق ويقسم المصريين وينهى عبقرية مشهد الثورة وإحباط أهدافها، فانتهجوا العنف وإشاعة الفوضى والانفلات الأمنى منذ الأيام الأولى لسقوط مبارك، هذا المشهد الغريب المستمر إلى الآن وضعنا فى اختبار صعب، إما عودة نظام أسقطته الثورة أو تسليم الدولة لتيار سياسى واحد تراجع عما وعد به فى الانتخابات البرلمانية بالتشكيل المعيب للجنة التأسيسية لوضع الدستور، بالإضافة للمحاولات المستميتة لإقامة الدولة الدينية، ليعلن الإخوان أنهم سوف يخلصوننا من دولة الكفر، كأنهم يلغون كل هذه القرون التى عاشتها مصر فى ظل الإسلام منذ فتح عمرو بن العاص مصر، وللأسف هم يريدون الاستحواذ على كل شيء فى البلد مع إقصاء جميع التيارات السياسية الأخرى وكأنه لا وجود لها. سكينة فؤاد مستطردة: الوضع الكارثى الحالى يتطلب تشكيل جبهة وطنية موحدة يشارك فيها جميع التيارات السياسية لمواجهة الخطر المتربص بالثورة، بهدف فرض إرادة الثورة والثوار وتفعيل قانون العزل السياسي، هذه الجبهة تمثل «التيار الثالث» وهى جماهير الثورة، بحيث نكون أمام خيارين: إما تطبيق قانون العزل السياسى وتصعيد حمدين صباحي، أو تكوين مجلس رئاسى من المرشحين الفائزين لإنقاذ الثورة، وعلينا تخطى جميع الخلافات فى هذه اللحظة المصيرية، علماً بأن مخرجات صندوق الانتخابات لا تنفصل عن مدخلاته، وإن كان الشعب أحسن اختياره ما كنا قد وصلنا لما نحن فيه الآن، لذا أدعو جميع المقاطعين للانتخابات الوقوف معنا فى هذه الجبهة التى بدأنا بالفعل تشكيلها من الأطياف السياسية لنقف جميعاً ضد المحاولات الحالية لاختطاف الثورة والاتجار بها لصالح تيار محدد، مع رفض جميع الصفقات التى تتم الآن لتقسيم الغنائم بين المرشحين، حتى لا يأتى الوقت الذى نبكى فيه على اللبن المسكوب.