Gebaly266 @yahoo.com ثورة يناير المجيدة التي هلت على الشعب المصري من غير ميعاد, كان سببها الاول وعمادها الاساسي شبكات التواصل الاجتماعي, والتي لم يكن لها اي اهتمام في ذلك الوقت من قبل الكثيرين, ولكن اثبتت أنها السلاح والمحرك الاول لهذه الثورة ،وهو ما جعل الاهتمام بها عقب الثورة كبير للغاية .. واستمرار النتائج الايجابية لشبكات التواصل الاجتماعي وضح انه متغير من وقت الى آخر، بعد ان اثبتت التجربة بأنها ليس بالضرورة ان تؤثر بنفس الدرجة التي اثرت فيها على الثورة نفسها ، والدليل على ذلك انتخابات الرئاسة في الجولة الاولى والتي جاءت نتائجها مخيبة للآمال بكل تأكيد وأثبتت بان ما كان يحدث داخل شبكات التواصل الاجتماعي متخلف تماما عن الشارع الذي حسم معركة الصناديق بين اثنين غير مقبولين بالمرة بالنسبة ل50% من نسبة المصوتين على الاقل .. هذا التغير في النتائج لابد ان يكون له اسباب وربما يكون السبب الاساسي من وجهة نظري هو محاولة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بعد الثورة لأهداف مختلفة تماما عن التي كانت مستخدمة قبل الثورة وتسببت فيها .. فالوضع قبل الثورة كان مركزا على مصلحة وطن يريد التخلص من الظلم والفساد وهو ما ساعد الجميع من السواد الاعظم من الشعب على المشاركة بكل قوة في الثورة ولكن عقب الثورة انقسم الهدف الاكبر الى اهداف صغرى مرتبطة بمصالح وأهداف وأغراض فئات مختلفة من الشعب ولذلك فان النتيجة في الشارع من خلال الصناديق جاءت مختلفة تماما عما يحدث ويقال داخل شبكات التواصل الاجتماعي .. والشيء بالشيء يذكر لابد ان ننوه الى ان النخبة السياسة التي تدعي انها الوصية على هذا الشعب وقعت ايضا في الخطأ الاكبر عندما اعتمدت على الكاميرات والبدلات التي تحصل عليها من خلف هذه الكاميرات وتناست تماما النزول الى الشارع اعتقادا منها ان الفضائيات اسرع طريقة للوصول الى الشعب ولذلك جاءت نتيجة المرحلة الاولى من الانتخابات مخيبة لهذه النخبة وهو ما جعلها تلطم الخدود وتندب الحظوظ قبل مرحلة الإعادة في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .. وما ينطبق على شبكات التواصل الاجتماعي والنخبة السياسية ينطبق ايضا على الحركات الثورية التي ركزت كل نشاطها في ميدان التحرير للتنديد والتخوين وفي النهاية وجدت الصدمة الكبرى في صناديق الانتخابات . والسؤال الأهم الآن هو : هل ينجح هذا الثلاثي في استعادة توازنه من جديد في اسبوعين فقط بعد ان اضاع 15 شهرا متصلا في كل هذه الاوهام ..!!