سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواطنون يختارون الموت حرقًا لإظهار ثورتهم.. "البوعزيزي" أشعل ثورات الربيع العربي.. "موريتاني" يحرق نفسه احتجاجا على سوء معاملة عشيرته.. "مصري" يشعل النار في نفسه أمام "الوزراء" بسبب فصله من العمل
يمكن للإنسان التعبير عن رفضه وثورته على الأوضاع السياسية أو الاجتماعية بطرق كثيرة فمن التظاهر والاعتصام إلى التعري في الشوارع أو على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية يقف اليائسون من إيصال أصوات اعتراضهم إلى من يهمه الأمر. ولكن وعلي الجانب الآخر فإن الوصول إلى أقصى درجات الغضب واليأس يدفع البعض إلى ارتكاب أي فعل من شأنه تنبيه العالم إلى أسباب ثورته حتى وإن كانت النتيجة هي إيذاء الشخص لنفسه وهو الأمر الذي يقدم عليه بعض ممن يقومون بالانتحار أو إشعال النار في أنفسهم من أجل هدف واحد هو الاعتراض وإيصال الصوت. فمؤخرا أشعل مسن "سعد محمد بدر" النار في نفسه أمام البوابة الخلفية لمجلس الوزراء بشارع حسين حجازى، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بسبب فصله، من هيئة النقل العام، وتقديمه عددا من الشكاوى التي لم يتم الاستجابة لها، فيما أصيبت قدمه ببعض الحروق. البوعزيزي أيقونة الثورة ولكن وعلي الجانب الآخر فإن هذه الواقعة لم تكن الأولى من نوعها فدفعت الأحوال السياسية والاقتصادية في العالم العربي عددا من الأشخاص إلى إشعال النيران في أنفسهم للاحتجاج ولعل أبرز هؤلاء هو التونسي محمد البوعزيزي والذي كان سببا في إشعال ثورات الربيع العربي في المنطقة. تحول البوعزيزي من بائع خضراوات إلى أيقونة الثورة بعدما قام في ديسمبر 2010 بإشعال النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية التي صفعته أمام الملأ مما أدي إلى اندلاع ثورة شعبية دامت قرابة الشهر أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على. الظاهرة البوعزيزية وفي أعقاب وفاة البوعزيزي أقدم عدد من المواطنين العرب على إشعال النيران في أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة حتى إن بعض علماء الاجتماع والكتاب الصحفيين أطلقوا على الأمر اسم "ظاهرة البوعزيزية". كما أقدم شاب جزائري عاطل عن العمل "محسن بوطرفيف" على حرق نفسه يوم 15 يناير 2011 بعد أن رفض مسئول محلي منحه وظيفة، وتوفي متأثرا بجراحه، مما أدي إلى إقالة رئيس بلدية بوخضرة من قبل والي ولاية تبسة. وكذلك أقدم رجل أعمال موريتاني "يعقوب ولد دحود" على إحراق نفسه داخل سيارته أمام مجلس الشيوخ الموريتاني احتجاجا على سوء معاملة الحكومة لعشيرته كما توفي مواطن سعودي في الستينيات من عمره يوم 22 يناير 2011 بعد أن أضرم النار في نفسه في منطقة جازان مستلهما حالة البوعزيزي. مصر تقود الظاهرة وفي مصر أقدم عدد من المواطنين على إشعال النيران في أنفسهم احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ففي صباح يوم 17 يناير 2011 قام مواطن "عبده عبد المنعم حمادة" بإشعال النار في نفسه أمام مبنى مجلس الشعب المصري احتجاجا على إغلاق مطعمه. الخلع والتعيين وبسبب الخلع أقدم حلاق على إشعال النار بنفسه وبمحل زوجته "كوافير"، وقام بسكب البنزين على ملابسه وبمحل زوجته بسبب قيامها بإقامة دعوى خلع منه. فيما قام مواطن آخر بإشعال النيران في نفسه أمام مبنى وزارة الكهرباء اعتراضا على رفض تعيينه، كما أشعل أحد الشباب بمحافظة السويس، النار في جسده أمام ديوان عام المحافظة، احتجاجًا على أوضاعه الاقتصادية، عقب انهيار جزئي للعقار الذي يسكن فيه، وتجاهل المحافظة لهذا الحادث، الذي يهدد بتشريد سكان العقار المكون من 25 أسرة.