المحاربون يقتلون فى الحروب إما بنيران العدو وإما بنيران صديقة.. بعد الحرب يتحول القتلى فى الجانبين إلى شهداء تقام لهم تماثيل ومهرجانات سنوية. هؤلاء شهداء الحروب، لكن ماذا عن شهداء الكرامة؟!.. وأى كرامة.. إنها كرامة الوطن العربى بكامله، ملايين العرب ظلوا صامتين، خاملين، مستمتعين بالمهانة لقرون.. حتى استيقظ «البوعزيزى» من نومه فى صباح أحد الأيام العظيمة وقرر أن يوقف عجلة المهانة، ويحرق جسده ليحوله إلى وقود يدير عجلة الكرامة التى لم يستعملها العرب منذ زمن. عدوى بوعزيزى أصابت آخرين لكنها إصابة كلدغة النحلة حاملة العسل.. فظهر فى سوريا « طل الملوحى» و«حمزة الخطيب»، وأيقظ المصريون روح «خالد سعيد» لتساعدهم فى صنع 25 يناير. هؤلاء ليسوا بمنتحرين. كما وصفهم بعض مدعى التدين وأيضا إنهم ليسوا بشهداء، فالشهيد يحرر وطنه، وهم حرروا أوطانا، بل يحررون الآن العالم كله ويعيدون له كرامته الحقيقية، بعد أن تابعنا أخبار الثورات فى أوروبا وغيرها.. ارتقوا بأنفسهم من مرتبة الشهداء إلى مرتبة لا نستطيع نحن البشر إدراكها.. نحن فقط ننعم بما حققوه وأى نقد أو تقدير لن يؤثر فى مكانتهم العظيمة. محمد النبوس أسس محمد النبوس قناة ليبيا الحرة التى تعد أول محطة تليفزيونية خاصة أنشئت فى الأراضى التى يسيطر عليها المجلس الوطنى الانتقالى بعيد انطلاق ثورة 17 فبراير ثورة قتل محمد النبوس صباح يوم السبت 19 مارس2011 أثناء تصويره لضحايا الهجوم الذى شنته القوات الموالية للقذافى على مدينة بنغازى صباح ذلك اليوم. فارق محمد النبوس الحياة فى مستشفى بنغازى متأثرا بجراحه على الساعة الثالثة بعد الظهر. تحولت القناة من بثٍّ يقوم عليه شخص واحد، إلى قناة تجذب عشرات الأخبار والتقارير والفيديوهات فى اليوم الواحد؛ إذ تحوَّلت، بعد وفاة مؤسسها بعد يومٍ من إطلاقها، إلى رمز إعلامى للثورة الليبية. وجذبت القناة التليفزيونية التى تُبث على شبكة الإنترنت، مئات التعليقات المتعاطفة مع صاحبها الصحفى محمد النبوس، الذى قُتل على يد قوات الرئيس الليبى معمر القذافى. إيمان العبيدى محامية ليبية من مواليد1988 م، دخلت فى 26 مارس 2011 مطعم ريكسوس فى طرابلس، محل إقامة المراسلين الأجانب. حيث أطلعتهم على آثار ضرب فى جسدها وقالت إنها تعرضت للاغتصاب من قبل 15 من عناصر الكتائب الموالية للقذافى. قامت بعد ذلك قوات الأمن بمحاولة إسكات إيمان واستخدام نالت قصة إيمان شهرة واسعة واعتبرتها وسائل الإعلام «رمزا للتحدى ضد القذافى». حمزة الخطيب سورى، طفل ذو 13 ربيعاً، خرج من قريته الجيزة مع آخرين لفك الحصار عن أهل درعا، تم اعتقاله عند حاجز للجيش قرب مساكن صيدا. بعد مدة تم تسليم جثمانه الطاهر لأهله، وبدت على جسمه آثار تعذيب غير متحملة حتى إن الغدر بالطفل يعتبر الشرارة التى حولت احتجاجات السوريين إلى ثورة لن يتم التنازل عنها إلا بعد القصاص من الذين انتهكوا طفولة حمزة بهذا الشكل والأسلوب المروع. طل الملوحى سورية «ولدت فى حمص فى 4 يناير 1991» مدونة سورية وطالبة بإحدى مدارس حمص ، اعتقلها جهاز أمن الدولة السورى فى 27 ديسمبر 2009 وكان عمرها لا يزيد على 19 سنة على خلفية مطالبتها بشار الأسد بإصلاحات فورية تتعلق بهامش الحرية، وطالبت بذلك من خلال مدونتها.. وانقطع الاتصال بها، كما تعذرت زيارة أهلها لها ومازالت الحكومة السورية مصرة على عدم الإعلان عن مكان احتجازها، كما حاولت تلفيق تهمة التخابر مع أمريكا ضدها.فترة احتفائها زادت على الخمس سنوات، ولا أحد يعرف ما إذا كانت حية أم قتلها نظام بشار. خالد سعيد مصرى فى الثامنة والعشرين من العمر، من مدينة الإسكندرية، مصر. تم تعذيبه حتى الموت على أيدى اثنين من مخبرى الشرطة، سألهما عن سبب تفتيشه أو إذن نيابة فلم يجيباه وقاما بضربه حتى الموت أمام العديد من شهود العيان فى منطقة سيدى جابر. أثار موته إدانة عالمية ومحلية، كما أثار احتجاجات علنية فى الإسكندرية والقاهرة قام بها نشطاء حقوق الإنسان فى مصر الذين اتهموا الشرطة المصرية باستمرار ممارستها التعذيب. حميد الكانونى مغربى أضرم النار فى جسده بمدينة بركان فى مستشفى الدارالبيضاء، متأثرا بجروحه العميقة، على طريقة بوعزيزى، ويتوقع أن يلعب دور الفتيل فى إشعال الثورة فى المغرب، ويبلغ الكنونى من العمر 27 عاما، يعمل بائعا للخبز وأشعل النار فى جسده بمدينة بركان قبل الإفطار بحوالى ساعتين يوم الأحد 7 أغسطس الماضى. فدوى العروى مغربية من مدينة سوق السبت بإقليم لفقيه بنصالح مواليد 1991 هى أم لطفلين أخذت على عاتقها رعايتهما، ولأن الوضع المادى لعائلتها صعب وأوضاعها متردية اضطرت للعمل بشكل مؤقت فى المقاهى. سمعت عن توزيع بقع أرضية على سكان الصفيح فى إطار ما تسميه الدولة «محاربة مدن الصفيح».. لكن الصدمة بدأت حين شرع المسئولون كما جرت العادة فى بلدنا السعيد !! فى ابتزاز السكان والمقايضة والتلاعب فى توزيع البقع فوضع والدها وشقيقها فى البداية كل مدخراتهما لاقتناء بقعة أرضية بطلب من المسئولين ثم وجدوا أنفسهم فى الشارع بعد هدم براكتهم.. أما فدوى فقد اعتبرتها السلطات مختلة عقليا. الراحلة فدوى العروى توفيت متأثرة بجروحها، وتركت وراءها طفلين، المثير فى الأمر انشغال رجل شرطة بتنظيم المواطنين المبتعدين عن الفتاة التى أقدمت على إشعال النار فى نفسها. محمد بوعزيزى تونسى أضرم يوم الجمعة 17 ديسمبر عام 2010 النا، فى نفسه أمام مقر «ولاية سيدى بوزيد» احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية فى مدينة سيدى بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها فى حق الشرطية فادية حمدى التى صفعته أمام الملأ وقالت له: Degage أى ارحل (فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس وكذلك شعار الثورات العربية المتلاحقة). محسن بوطرفيف العروى جزائرى من مدينة «بوخضرة» التابعة لولاية تبسة. توفى عن عمر يناهز 27 عاما وهو شاب عاطل عن العمل، وأب لطفلة. أقدم يوم السبت 15 يناير على حرق نفسه بعد أن رفض رئيس البلدية منحه وظيفة قائلاً له بعدم توفر وظائف وداعياً إياه إلى اتباع طريقة محمد البوعزيزى. يعقوب ولد دحود موريتانى أضرم النار فى نفسه أمام القصر الرئاسى فى نواكشوط وذلك احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والسياسية وقد لخص ولد دحود مطالبه وأسباب اقدامه على هذه السابقة فى وصيته التى تركها على صفحته فى «فيس بوك». مارك دوجان بريطانى، البعض يقول إنه تاجر مخدرات والبعض الآخر يقول إنه رجل محب لعائلته لا يسعى للمشاكل.. هكذا تحدثت وسائل الاعلام اللندنية عن مارك دوجان البالغ من العمر 29 عاما وأب لثلاثة أطفال هم «ماكى» 10 أعوام و«كاجان» 7 أعوام و«كاليا 18 شهرا. قتل على أيدى الشرطة عشية يوم الاحد الماضى 7/8/2011 تقول سيمون ويلسون زوجته إنه لم يكن رجل عصابات وإنما كان أبا بكل معنى الكلمة وكل مايقال عنه إنما هو كذب لأنه لا يمتلك أى نوع من أنواع الأسلحة بالمرة. وأعرب بعض المقربين من مارك أنهم فوجئوا بأعمال الشغب خلال مسيرة لهم كانت تتجه إلى مكان الحادث، وقد فسر البعض ما حدث بأنه مخطط إلى أعمال الشغب والعنف مما يؤدى إلى أضرار بالغة باقتصاد البلاد.